التوتر والقلق يمكن أن يؤديا إلى تفاقم أعراض الربو.. كيف يحدث هذا؟

الربو مرض تنفسي مزمن يؤثر على مجاري الهواء في الرئتين، مما يؤدي إلى تورمها وانقباضها، وهذا يُصعّب التنفس، وقد يؤدي إلى أعراض مثل السعال، والصفير، وضيق الصدر، وضيق التنفس.
تُعدّ العوامل البيئية، مثل الغبار، والتلوث، أو مسببات الحساسية، من محفزات الربو؛ كما قد تُساهم الحالات النفسية، مثل التوتر والقلق، في تفاقم أعراض الربو.
العلاقة بين العقل والرئتين
عندما نشعر بالقلق أو التوتر، ينتقل جسمنا تلقائيًا إلى وضعية القتال أو الهروب، هذه استجابة طبيعية يُهيئ بها الجسم نفسه لمواجهة خطر مُحتمل.
في هذه العملية، يُطلق الجسم هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، مما قد يُسبب لنا تنفسًا أسرع وتشنجًا في العضلات، بما في ذلك العضلات المحيطة بالمجاري الهوائية.
بالنسبة لمرضى الربو، يمكن أن يزيد هذا الانقباض من انقباض الشعب الهوائية، مما يجعل التنفس أكثر صعوبة، بل ويسبب نوبة ربو.

كيف يُحفز التوتر الربو؟
شد العضلات: يُشد التوتر العضلات المحيطة بالمجاري الهوائية، مما يُقلل من تدفق الهواء إلى الرئتين.
زيادة الالتهاب: يمكن أن يؤدي التوتر المزمن إلى زيادة الالتهاب في الجسم، بما في ذلك الشعب الهوائية. وهذا يُؤدي إلى ظهور أعراض الربو وصعوبة السيطرة عليها.
تغيرات في أنماط التنفس: يمكن أن يؤدي القلق والتوتر إلى تنفس سطحي أو سريع، مما قد يُسبب فرط التنفس، هذا التنفس غير الطبيعي يُمكن أن يُثير أعراض الربو أو يُفاقمها.
ضعف الجهاز المناعي: يُضعف التوتر طويل الأمد الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، وهو مُحفز شائع للربو.
المحفزات العاطفية والذعر
قد يُعاني مرضى الربو أيضًا من القلق المُرتبط بحالتهم، خاصةً إذا كانوا قد أصيبوا بنوبات خطيرة من قبل، يُمكن أن يكون الخوف من عدم القدرة على التنفس مصدر قلق في حد ذاته.
يؤدي هذا القلق إلى خلق حلقة مفرغة، فالخوف من نوبة ربو يرفع مستويات التوتر، مما يزيد من احتمالية الإصابة بها.
إدارة التوتر للسيطرة على الربو
يُعد التحكم في المحفزات العاطفية مفتاح السيطرة على الربو، يمكن لأساليب بسيطة مثل التنفس العميق واليوغا والتمارين الخفيفة أن تُهدئ الجسم، كما تُساعد تمارين التأمل واليقظة الذهنية على الاسترخاء الذهني.
في حال الشعور بانفعالات حادة، يُنصح بالتحدث إلى أخصائي نفسي. من الضروري اتباع نظام أدوية الربو الموصوف لك، وزيارة الطبيب بانتظام للسيطرة على حالتك ومراقبتها.
ومع ذلك، يمكن أن يُفاقم التوتر والقلق أعراض الربو. من المهم فهم هذه العلاقة لتحسين السيطرة على الربو.
من خلال الهدوء، والتعامل مع المشاعر، واتباع نظام العلاج المُحدد، يُمكنك تقليل نوبات الربو والشعور بتحسن كل يوم، العقل السليم يُسهّل التنفس والعيش براحة أكبر.