الخميس 15 مايو 2025 الموافق 17 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

التغيرات الدماغية المرتبطة بالعمر.. ما علاقتها بتراجع عادات ممارسة الرياضة؟

الأربعاء 07/مايو/2025 - 01:28 م
ممارسة الرياضة
ممارسة الرياضة


من المعروف أن التقدم في السن يُقلل من نشاطنا البدني، وتشير الآراء السائدة إلى أن فقدان كتلة العضلات والقوة وصعوبة الحركة من أسباب تراجع النشاط البدني في مراحل لاحقة من العمر.

لكن باحثين من جامعة نورث إيسترن يقولون إن السبب قد يكون مرتبطًا أيضًا بالتغيرات في الدماغ التي تحدث في الوقت الذي تبدأ فيه ممارسة التمارين الرياضية في التراجع بالنسبة لمعظم الناس.

وقال تيموثي موريس، الأستاذ المساعد في العلاج الطبيعي وعلوم الحركة وإعادة التأهيل البشري، والمؤلف المشارك في الدراسة: "لقد وجدنا أن الدماغ يمكنه التنبؤ ببعض الاختلافات في سلوكيات النشاط البدني لدى الأشخاص".

في دراسة نُشرت في مجلة علم الشيخوخة، حلل الباحثون بياناتٍ جمعها سابقًا مركز كامبريدج للشيخوخة وعلوم الأعصاب، وتحديدًا، حللوا دراسةً سكانيةً شملت مشاركين تتراوح أعمارهم بين 18 و81 عامًا، وتضمنت بياناتٍ عن التمارين الرياضية التي أبلغوا عنها ذاتيًا، بالإضافة إلى تصويرٍ بالرنين المغناطيسي لأدمغة المشاركين.

الانحدار القطعي

استخدم الباحثون تقنية إحصائية تسمى الانحدار القطعي لعزل النقطة التي يتباعد عندها الارتباط بين العمر والنشاط البدني، والتي لاحظوا أنها كانت عند حوالي سن 49 عامًا، ثم تحولوا إلى الدماغ للبحث عن علامات الآليات العصبية التي قد تساعد في تفسير هذا الانخفاض.

وتقدم الدراسة نظرة على العلاقة بين التغيرات في مناطق الدماغ الرئيسية التي تظهر في صور أدمغة المشاركين وانخفاض النشاط البدني.

وقال موريس: "سيكون هناك الكثير من العوامل - الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والأسرية - التي تتنبأ بمشاركة الناس في النشاط البدني".

في السنوات الأخيرة، اهتم الباحثون بشكل خاص بدور الوظيفة التنفيذية في قرارات البقاء نشيطًا، وتتعلق هذه الوظيفة بقدرة الشخص على التركيز على الأهداف والتخطيط لها وتحقيقها، بما في ذلك العمليات المعرفية مثل تعدد المهام والذاكرة العاملة وضبط النفس .

وأضاف موريس: "بدأنا الآن نشهد تقاربًا بين مجموعات بحثية مختلفة تنظر على وجه التحديد إلى ما يحدث في الدماغ والذي يتنبأ بالمشاركة في النشاط البدني".

ركّزت معظم هذه الأبحاث على دور "شبكة البروز"، وهي مجموعة من البُنى في الدماغ تُساعدنا على توجيه أنفسنا نحو مُحفّزات مُعيّنة في البيئة.

وبمشاركة مناطق مثل الجزيرة والقشرة الحزامية الأمامية الظهرية، يُمكن اعتبار شبكة البروز بمثابة المُوجّه الشخصي للعقل، الذي يبحث باستمرار عن الأشياء في البيئة، ويستجيب لها بدوره.

وقال موريس: "جزء من هذه الشبكة هو شبكة فرعية أخرى مرتبطة بالتحكم المثبط، وقدرتنا على التحكم في هذه النبضات اللاواعية المعتادة والتي تسمى الاستجابات القوية".

يوضح موريس: "لنفترض أن شخصًا ما ينوي الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية. تعود إلى المنزل، وتلتقط حقيبتك، فترى أريكة في الغرفة، لدينا هذه الرغبة في تقليل جهدنا كبشر، الآن، بما أنك رأيت الأريكة، عليك أن تكبح هذه الرغبة في الجلوس عليها لممارسة النشاط البدني".

وتتلخص النظرية في الآتي: التقدم في السن يؤدي إلى تغييرات في شبكة الأهمية، والتغييرات في شبكة الأهمية تؤدي إلى تغييرات في النشاط البدني.

وأضاف: "ما وجدناه في هذه الدراسة هو أن هذه الشبكة لا ترتبط فقط بالنشاط البدني على مدار العمر، بل إنها تتوسط هذا الارتباط السلبي. لذا، عندما يصبح العمر والنشاط البدني سلبيين، فإن شبكة الأهمية هي التي تتوسط هذه العلاقة".