الأحد 18 مايو 2025 الموافق 20 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

اكتشاف الجينات التي تؤثر على موعد بدء المشي عند الأطفال

الجمعة 09/مايو/2025 - 01:24 م
 المشي عند الأطفال
المشي عند الأطفال


يتأثر عمر الأطفال الذين يخطون خطواتهم الأولى بشكل كبير بجيناتهم، وفقًا لبحث جديد أجراه فريق من العلماء من جامعة سري.

في هذه الدراسة الأولى من نوعها، حلل العلماء المعلومات الجينية لأكثر من 70 ألف رضيع، وحددوا 11 علامة جينية تؤثر على توقيت بدء المشي لدى الأطفال، مما يوفر أهدافًا متعددة لدراسات بيولوجية معمقة في المستقبل.

وفي دراسة نشرت في مجلة Nature Human Behaviour، وجدت الدراسة أن العوامل الوراثية مسؤولة عن حوالي ربع الاختلافات في توقيت اتخاذ الأطفال لخطواتهم الأولى.

العوامل البيئية وتوقيت بدء مشي الأطفال

لسنوات، أدرك الباحثون أن العوامل البيئية قد تؤثر على توقيت بدء مشي الأطفال، لكن هذه النتيجة الجديدة تُظهر أن للجينات تأثيرًا كبيرًا أيضًا.

وتشير إلى أنه، كما هو الحال مع سمات أخرى كالطول، قد يبدأ بعض الأطفال المشي مبكرًا أو متأخرًا بشكل طبيعي بسبب استعدادهم الوراثي.

قالت البروفيسورة أنجليكا رونالد، الباحثة الرئيسية في الدراسة من جامعة سري: "يخطو معظم الأطفال خطواتهم الأولى في الفترة ما بين 8 أشهر و24 شهرًا، لذا فهي فرصة سانحة لتحقيق هذا الإنجاز المثير، إنها لحظة مهمة لكل من الوالدين والطفل؛ فهي ترمز إلى مرحلة جديدة في حياة الطفل".

وقالت الدكتورة آنا جوي، مؤلفة الدراسة: "حتى الآن، لم نفهم سبب الاختلافات الكبيرة بين الأطفال فيما يتعلق بموعد خطوتهم الأولى، قد يقلق الآباء في كثير من الأحيان من أن المشي مبكرًا أو متأخرًا علامة سيئة أو أنهم ارتكبوا خطأً ما، نرى أن العوامل الوراثية تلعب دورًا كبيرًا في التأثير على توقيت هذه المرحلة المهمة".

المشي ليس مجرد مرحلة أساسية في نمو الطفل، بل يرتبط، من حيث التأثيرات الجينية، بالعديد من الجوانب المهمة الأخرى في النمو البشري.

وقد وجدت الدراسة أن العوامل الجينية المؤثرة على خطوات الأطفال الأولى هي جزئيًا نفس العوامل الجينية التي تؤثر على نمو الدماغ، بما في ذلك كمية الطيات والخطوط في السطح الخارجي للدماغ (القشرة).

علاوة على ذلك، ارتبط المشي في وقت متأخر ضمن النطاق الطبيعي وراثيًا بانخفاض احتمالية الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

وأخيرًا، أظهرت الدراسة أن تأخر بدء المشي نسبيًا كان متأثرًا ببعض الجينات نفسها المرتبطة بالتحصيل الدراسي العالي.

قالت البروفيسورة أنجليكا رونالد: "من المثير للاهتمام أن نتمكن من اكتشاف الجينات التي تؤثر على توقيت تعلم الأطفال المشي، إن البدء بالمشي بشكل مستقل يمثل إنجازًا كبيرًا للأطفال الصغار، نأمل أن تُسهم هذه النتائج الجينية الجديدة في تعزيز الفهم الأساسي لأسباب المشي، وأن تُستخدم لدعم الأطفال الذين يعانون من اضطرابات حركية وصعوبات تعلم بشكل أفضل".

مع أنه ينبغي على الآباء مراجعة طبيبهم العام إذا شعروا بالقلق، إلا أن التأخر الطفيف في البدء لا يعني بالضرورة وجود مشكلة، فهناك تنوع كبير في أوقات اتخاذ الأطفال لخطواتهم الأولى بأنفسهم.