هل تعزز ممارسة الرياضة وظيفة زرع الخلايا الجذعية في مرض باركنسون؟

مرض باركنسون (PD) هو مرض تنكسي عصبي مُعيق، يصيب حوالي 10 ملايين شخص حول العالم، ويتزايد عدد المصابين به باستمرار.
أعراض مرض باركنسون
تشمل أعراض مرض باركنسون الرعشة، وصعوبة الحركة والكلام، بالإضافة إلى مشاكل الصحة النفسية والخرف.
على الرغم من إمكانية إدارة مرض باركنسون بالأدوية وتعديل نمط الحياة، إلا أن فعالية هذه التدخلات تختلف من مريض لآخر، ولا يمكنها إيقاف تطور المرض أو عكسه.

كيف يحدث مرض باركنسون؟
يحدث مرض باركنسون نتيجةً لفقدان تدريجي لنوع معين من الخلايا العصبية في الدماغ، المسؤولة عن إنتاج الدوبامين، وهي مادة كيميائية ضرورية للتحكم في الحركة.
ومن المشجع أن الدراسات التي تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي أظهرت أن استبدال الخلايا العصبية الدوبامينية المفقودة بخلايا عصبية مشتقة من أنسجة جنينية متبرع بها يمكن أن يُحسّن الأعراض لدى مرضى باركنسون.
ومنذ ذلك الحين، أحرز الباحثون تقدمًا في توليد مصدر متجدد للخلايا العصبية الدوبامينية من الخلايا الجذعية متعددة القدرات في المختبر، وحققوا نتائج واعدة عند زرع هذه الخلايا في نماذج حيوانية لمرض باركنسون.
تُجرى حاليًا تجارب سريرية لاختبار سلامة وفعالية زراعة الخلايا العصبية المشتقة من الخلايا الجذعية لدى مرضى باركنسون.
ويكمن مفتاح نجاح هذه التجربة في التكامل الناجح للخلايا المزروعة ونضجها داخل الدماغ.
لمعالجة هذه المشكلة، أجرى فريق بحثي بقيادة كلير باريش من معهد فلوري لعلم الأعصاب والصحة النفسية (في ملبورن) ولاكلان طومسون من جامعة سيدني، أستراليا، اختبارًا لمعرفة ما إذا كانت التمارين الرياضية تُعزز وظيفة زراعة الأعضاء لدى فئران مصابة بمرض باركنسون.
في دراستهم، تلقّت الفئران عملية زرع مشتقة من الخلايا الجذعية لاستبدال الخلايا العصبية الدوبامينية المفقودة، وأُتيحت لبعض الفئران حرية استخدام عجلة جري. نُشرت دراستهم مؤخرًا في مجلة Stem Cell Reports.
في حين حسّنت الطعوم العصبية الوظائف الحركية الإجمالية، إلا أن التمارين الرياضية، بالإضافة إلى حركات الكفوف، أظهرت تحسنًا ملحوظًا في خفة الحركة.
وقد وجدت أبحاثهم أن التمارين الطوعية حسّنت نضج الزرعة وتكوين روابط بينها وبين الخلايا العصبية للفئران.
ومن المرجح أن يكون السبب وراء ذلك هو زيادة إفراز بعض البروتينات المفيدة في أدمغة الفئران التي مارست التمارين الرياضية، مما عزز بقاء الزرعة وتكاملها.
وفي الختام، قد تكون التمارين الرياضية بمثابة استراتيجية غير جراحية وسهلة التنفيذ لتعزيز نتائج العلاج لدى مرضى باركنسون بالاشتراك مع عمليات زرع الخلايا الجذعية المشتقة، مما يستدعي إجراء المزيد من الاختبارات في التجارب السريرية القادمة.