دراسة: اتباع نظام غذائي صحي وتقليل الصوديوم يقللان خطر أمراض القلب
يُعد استهلاك الصوديوم بكميات مفرطة من الظواهر الشائعة عالميًا، ويُعد الإفراط في تناول الملح أحد العوامل الرئيسية وراء ارتفاع ضغط الدم والأمراض القلبية والوعائية.
الكثير من الدراسات والأبحاث الحديثة تشير إلى أن معظم الأفراد يستهلكون كميات كبيرة من الصوديوم تفوق بكثير الحد الموصى به، حيث تتجاوز متوسطات الاستهلاك اليومية 3400 مليغرام، في حين أن التوصيات الصحية تفضل عدم تجاوز 2300 مليغرام يوميًا، وأحيانًا تصل إلى 1500 مليغرام للأشخاص الأكثر عرضة للخطر، مثل مرضى ارتفاع ضغط الدم والأشخاص فوق سن معينة.
الملح المضاف في الطعام ليس هو المصدر الوحيد للصوديوم، بل يأتي الجزء الأكبر منه من الأطعمة المصنعة والجاهزة، مثل الخبز، اللحوم الباردة، الحساء المعلب، وغيرها من المنتجات التي تحتوي على كميات مرتفعة من الملح للحفاظ على نكهتها أو لتمديد صلاحيتها.
ومن هنا، يُحذر خبراء الصحة من أن هذه الكميات الزائدة من الصوديوم تؤدي إلى تفاقم وباء ارتفاع ضغط الدم، الذي يُعتبر عامل خطر رئيسي يهدد صحة الإنسان، إذ يُزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب، السكتة الدماغية، وأمراض الأوعية الدموية الأخرى.
وفي سياق البحث العلمي، تتوفر أدلة قوية على أن تعديل العادات الغذائية يمكن أن يحد بشكل كبير من مخاطر الأمراض القلبية.
على سبيل المثال، أظهرت دراسات حديثة أن تقليل الصوديوم في الطعام، بالإضافة إلى الالتزام بنظام غذائي معين يُعرف بنظام DASH (النهج الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم)، يؤديان إلى انخفاض ملحوظ في احتمالات الإصابة بتصلب الشرايين والأمراض القلبية على مدى السنوات العشر القادمة.
نظام DASH
نظام DASH يركز بشكل أساسي على استهلاك كميات وفيرة من الفواكه، الخضروات، البقوليات، والأطعمة الغنية بالكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم، مع الحد من تناول اللحوم الحمراء، الأطعمة المعالجة، والسكريات والدهون المشبعة.
وقد أظهرت الدراسات أن الجمع بين تقليل الصوديوم واتباع نظام DASH يوفر أمانًا أكبر وخفضًا أكبر للمخاطر. ففي تجربة عشوائية شملت عدة مئات من الأشخاص، أُعطي المشاركون ثلاثة مستويات من الصوديوم (عالي، متوسط، منخفض)، واتباع نظام غذائي American-style أو نظام DASH، على مدى 12 أسبوعًا.
وأظهرت النتائج أن كل من خفض الصوديوم واتباع نظام DASH ساهم بشكل مستقل وفعال في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وأن الجمع بينهما أدى إلى أكبر قدر من الفوائد.
وأبرز الباحثون أن النتائج كانت أكثر وضوحًا بين النساء، والأشخاص من أصول أفريقية، والذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم في مراحله المبكرة.
وفي النهاية، تقتضي الحاجة إلى توجيه السياسات الصحية العامة نحو تعزيز الوعي بأهمية تقليل الصوديوم في الطعام، وتشجيع استهلاك الأطعمة الصحية، ودعم التدخلات التي تسهل الالتزام بنظام DASH.
فهذه الإجراءات يمكن أن تسهم بشكل كبير في الحد من انتشار أمراض القلب وتحسين جودة حياة الأفراد، خاصة الفئات الأكثر عرضة للخطر، على المدى الطويل، فاستثمار الوقت والجهد في تبني نمط حياة صحي غذائيًا هو استثمار حاسم لحماية القلب وصحة الإنسان بشكل عام.
