دراسة تكشف أن السمنة تساهم في القلق والضعف الإدراكي| تفاصيل

تشير دراسات حديثة إلى وجود ارتباط محتمل بين السمنة والقلق، يتفاعل من خلال نظام الأمعاء والدماغ. في إحدى الدراسات على الفئران، تم الربط بين السمنة الناتجة عن النظام الغذائي، وأعراض قلق، وتغيرات في إشارات الدماغ، واختلافات في ميكروبات الأمعاء، مما قد يفسر تدهور الوظائف الإدراكية.
ورغم أن العديد من الأبحاث تربط بين السمنة والقلق، إلا أن السببية لا تزال غير واضحة، وما إذا كانت السمنة تُسبب القلق مباشرة أم أن عوامل أخرى مثل الضغوط الاجتماعية تؤثر في الأمر.
ومع ذلك، يُعتقد أن السمنة قد تساهم في سلوكيات قريبة من القلق نتيجة تغيرات في وظائف الدماغ وصحة الأمعاء.
وفي دراسة تم إجراؤها على 32 فئراً ذكرًا يتراوح عمرها بين ستة وعشرين أسبوعًا، تم تقسيمها إلى مجموعتين، أحدهما تتبع نظامًا غذائيًا منخفض الدهون، والأخرى غني بالدهون، حيث لاحظ الباحثون أن الفئران التي تناولت نظامًا غنيًا بالدهون زادت أوزانها وأظهرت سلوكيات أكثر شبهًا بالقلق، مثل التجمُد، إلى جانب تغيرات في إشارات منطقة تحت المِهاد بالمخ، وتباينات واضحة في تركيب ميكروبات الأمعاء.

هذه النتائج تتوافق مع أدلة متزايدة تشير إلى أن ميكروبيوم الأمعاء يلعب دورًا مهمًا في تنظيم السلوك. وعلى الرغم من أن النتائج المستفادة من الفئران لا تُطبق دائمًا بشكل مباشر على البشر، إلا أنها توفر رؤى مهمة حول أهمية استهداف أنظمة متعددة لفهم وعلاج اضطرابات الإدراك المرتبطة بالسمنة.
يؤكد الباحث واندرز أن هذه النتائج قد تترك آثارًا مهمة على السياسات الصحية والقرارات الشخصية، وتبرز أهمية فهم العلاقة بين النظام الغذائي، وصحة الدماغ، وميكروبات الأمعاء في تطوير استراتيجيات وقائية مبكرة، خاصةً لدى الأطفال والمراهقين.
ومع ذلك، هو ينبه إلى أن العوامل البيئية، والجينات، ونمط الحياة، والوضع الاجتماعي والاقتصادي تلعب جميعها دورًا في خطر الإصابة بالسمنة والمشكلات الصحية المرتبطة بها، لذا ينبغي النظر إلى هذه النتائج كجزء من منظور شامل ومتعدد العوامل.
ويخطط الباحثون لاستكشاف الآليات المحددة التي تؤثر بها السمنة الغذائية على الدماغ والسلوك، بتوسيع الدراسة لتشمل إناث الفئران وفئات عمرية مختلفة، مع محاولة معرفة ما إذا كانت تدخلات إنقاص الوزن يمكن أن تعكس هذه الآثار.