هل يؤثر نمط الحياة على خطر الإصابة بأورام الدماغ؟

الدماغ ليس مجرد عضو، بل هو مركز التحكم في أجسامنا، الذي يُعالج العواطف والذكريات وكل حركة بدقة متناهية، ولا تتشكل صحته بالوراثة فحسب، بل أيضًا بكيفية عيشنا وراحتنا وتناولنا للطعام وتفكيرنا يوميًا، وبينما تبدو أورام الدماغ غالبًا عشوائية وغير متوقعة، يبقى سؤالٌ واحدٌ يُطرح باستمرار: هل يؤثر نمط الحياة على خطر الإصابة بأورام الدماغ؟
هل يؤثر نمط الحياة على خطر الإصابة بأورام الدماغ
لا يوجد دليل علمي قاطع يربط مباشرةً بين خيارات نمط الحياة وتكوين أورام الدماغ، ولكن هذا لا يعني أن نمط الحياة غير ذي صلة، فالجسم السليم يدعم الدماغ السليم، الرابط دقيق ولكنه مهم.

غالبًا ما يُنظر إلى التمارين الرياضية من منظور اللياقة البدنية أو فقدان الوزن، لكن فوائدها أعمق بكثير، ويُطلق النشاط البدني المنتظم الإندورفين ويدعم الدورة الدموية إلى الدماغ، وتساعد هذه الناقلات الكيميائية الدماغ على إدارة التوتر والحفاظ على التوازن العاطفي، ومن منظور عصبي، تُعتبر الحركة دواءً.
الوجبات السريعة مريحة، لكنها ليست دائمًا لطيفة على الدماغ، أن اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المصنعة والدهون غير الصحية قد يُحفز الإجهاد التأكسدي.
الإفراط في الدهون المشبعة يمكن أن يتداخل مع تدفق الدم إلى الدماغ ويُساهم في الالتهاب، ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤثر ذلك على وظائف الدماغ ويجعل الأنسجة العصبية أكثر عرضة للخطر.
في عالم يُحتفى به بالنشاط، غالبًا ما يكون النوم هو الضحية الأولى، غالبًا ما يتعامل الناس مع النوم على أنه اختياري، ولكنه أبعد ما يكون عن ذلك.
يستخدم الدماغ تلك الساعات الهادئة لتنظيف نفسه، وإصلاح ما هو مُجهد، وتخزين ما هو مهم، إذا أغفلتَ الكثير منه، فسيبدأ عقلك بفقدان حدّته وتوازنه العاطفي، بل وحتى ذاكرته، قد لا تظهر جميعها فجأةً، لكن الشقوق تبدأ بالظهور.
قد لا يُمكن الوقاية من أورام الدماغ من خلال نمط الحياة وحده، لكن عاداتنا لا تزال مهمة، ويُشكّل الغذاء المُغذّي، والنشاط المُنتظم، والنوم الجيد، العناصر الأساسية لصحة دماغ أفضل.