الخميس 03 يوليو 2025 الموافق 08 محرم 1447
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

التعرض للتلوث أثناء الحمل مرتبط بتغيرات في بنية دماغ الجنين

السبت 21/يونيو/2025 - 01:48 م
دماغ الجنين
دماغ الجنين


تُظهر الأجنة الأكثر تعرضًا لبعض ملوثات الهواء تغيرات في حجم بعض هياكل الدماغ، خاصةً خلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل.

هذه هي النتيجة الرئيسية لدراسة جديدة، هي الأولى التي تبحث بشكل خاص في العلاقة بين تلوث الهواء وتطور دماغ الجنين أثناء الحمل.

حللت الدراسة، البيانات التي تم جمعها بين عامي 2018 و2021 من 754 زوجًا من الأم والجنين المشاركين في مشروع BiSC (مجموعة دراسة حياة برشلونة) في برشلونة.

هدفت هذه الدراسة إلى فهم العلاقة بين تلوث الهواء وصحة الطفل وتطور الدماغ، وتعتبر من أكثر الدراسات شمولاً في هذا المجال.

خلال الثلث الثالث من الحمل، خضعت المشاركات لتصوير الأعصاب بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل، وهو تصوير بالموجات فوق الصوتية متخصص يتيح تحليل شكل دماغ الجنين وبنيته.

قُدِّر التعرض لثاني أكسيد النيتروجين (NO₂ ) والجسيمات الدقيقة (PM 2.5 ) والكربون الأسود باستخدام نماذج هجينة تجمع بين بيانات من قياسات حقيقية وأساليب إحصائية متقدمة.

تناول البحث ثلاث بيئات دقيقة: منازل المشاركين، وأماكن عملهم، وطرق تنقلهم.

جُمعت بيانات أنماط النشاط عبر تطبيق تحديد الموقع الجغرافي المُثبّت على هواتف المشاركين المحمولة.

لاحظ فريق البحث أن التعرض قبل الولادة لغاز NO ₂ والجسيمات PM 2.5 والكربون الأسود في جميع البيئات المذكورة أعلاه مجتمعة كان مرتبطًا بزيادة حجم تجاويف الدماغ المختلفة التي تحتوي على السائل النخاعي.

وعلى وجه التحديد، تم تحديد ارتباطات مباشرة بين التعرض لهذه الملوثات وزيادة حجم البطينات الجانبية، التي تقع في كل نصف كرة من الدماغ، فضلاً عن تضخم الصهريج الكبير، وهو تجويف يقع في الجزء السفلي من الدماغ.

كما تم الكشف عن زيادة في عرض الدودة المخيخية - الجزء المركزي من المخيخ، وهو ضروري للتوازن والتنسيق الحركي.

وأظهرت نتائج الدراسة أيضًا وجود ارتباط بين التعرض العالي للكربون الأسود وانخفاض عمق الثلم الجانبي، وهو أخدود عميق يمر عبر الدماغ، مما قد يشير إلى نضج أقل للدماغ.

وكانت الارتباطات بين التعرض لتلوث الهواء والتغيرات في مورفولوجيا هذه الهياكل الدماغية أقوى خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل.

يوضح بايام دادفاند، المؤلف الرئيسي للدراسة، "خلال منتصف إلى أواخر الحمل، يدخل دماغ الجنين مرحلة رئيسية من نموه، مما يجعله عرضة بشكل خاص للعوامل الخارجية مثل التلوث".

اختلافات كبيرة

لا تعني التأثيرات الملحوظة أن الأطفال المشاركين في مشروع BiSC يعانون من تغيرات دماغية مرضية.

في الواقع، جميع قياسات هياكل أدمغة المشاركين تقع ضمن النطاق الطبيعي.

وتقول لورا جوميز هيريرا، المؤلفة المشاركة في الدراسة: "النقطة هي أن هذه الاختلافات، على الرغم من صغرها على المستوى الفردي، فهي ذات صلة بالفعل من منظور السكان، لأنها تخبرنا عن كيفية تأثير التلوث على دماغ الجنين ومدى تعرضه للتأثيرات البيئية".

ويؤكد فريق البحث على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج وتتبع عواقبها المحتملة بمرور الوقت.

وعلى الرغم من حالة عدم اليقين التي لا تزال قائمة، فإن هذه الدراسة قد تكون لها آثار كبيرة على سياسة الصحة العامة.

ويقول يو تشاو، المؤلف المشارك في الدراسة: "إن نتائجنا تعزز الأدلة التي تدعم الحاجة إلى تقليل تعرض النساء الحوامل لتلوث الهواء، وخاصة في المناطق الحضرية".