الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل هناك علاقة بين هرمون السعادة وانفصام الشخصية؟.. دراسة بريطانية تجيب

الأحد 06/نوفمبر/2022 - 05:00 م
هل هناك علاقة بين
هل هناك علاقة بين هرمون السعادة وانفصام الشخصية


قال باحثون إنهم تمكنوا من حل لغز، لطالما كان يمثل تحديا علميا على مدى أكثر من من 70 عاما، عن كيفية ارتباط الدوبامين الكيميائي «هرمون السعادة» في الدماغ بمرض انفصام الشخصية.

وبحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، خلصت الدراسة إلى أن هناك دليلا ماديا على أن الخلايا في الجهاز العصبي، التي تعرف باسم الخلايا العصبية، غير قادرة على التحكم بدقة في مستويات هرمون السعادة الدوبامين، كما حدد الباحثون الآلية الجينية التي تتحكم في تدفق الهرمون.

العلاقة بين الدوبامين والفصام

وصرح دانييل وينبرجر، الرئيس التنفيذي ومدير معهد ليبر في أمريكا، والمؤلف المشارك في الدراسة: إلي الآن لم يتمكن العلماء من فك شفرة إذا كانت صلة الدوبامين هي العامل المسبب أو مجرد وسيلة لعلاج الفصام، لدينا أول دليل على أن الدوبامين هو عامل مسبب لمرض انفصام الشخصية».

ويعمل الدوبامين كمرسل كيميائي يقوم بإرسال إشارات بين الخلايا العصبية في الدماغ، لتغيير نشاطها وسلوكها، والمادة الكيميائية هي الناقل العصبي المكافئ الذي يمكّن الناس من الشعور بالمتعة.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تؤثر هذه الحالة على واحد من كل 300 شخص حول العالم، وتبدأ الأعراض عادة في أواخر مرحلة المراهقة أو بداية البلوغ، على الرغم من أن الضعف الإدراكي والسلوك غير المعتاد أحيانا يظهر في مرحلة الطفولة.

وتشمل العلاجات الحالية الأدوية المضادة للذهان التي تعالج أعراض الذهان وليس السبب.

استراتيجية جديدة للعلاج

وأكدت  الدكتورة جينيفر إروين، المحققة في المعهد وأحد مؤلفي الدراسة: أن أحد الآثار الجانبية الرئيسية للأدوية المستخدمة في علاج الفصام هو قلة المتعة والفرح، ومن الناحية النظرية، إذا تمكنا من استهداف مستقبلات الدوبامين بالأدوية على وجه التحديد، فقد تكون هذه استراتيجية جديدة للعلاج لن تحد من سعادة المريض بنفس القدر».

وعلى مدى سنوات، عرف العلماء أن المستويات غير المنتظمة من الدوبامين لها علاقة ما بالذهان، وهو من أهم العوامل في مرض انفصام الشخصية ومرض ألزهايمر والاضطرابات العصبية والنفسية الأخرى.

ومن المعروف أن الأدوية التي تقوم بزيادة الدوبامين في الدماغ، مثل الأمفيتامينات، تسبب الذهان، بينما الأدوية التي تعالج الذهان تفعل ذلك عن طريق تقليل نشاط الدوبامين.

وفحص الباحثون في الدراسة المئات من عينات أدمغة ما بعد الوفاة، التي تم التبرع بها إلى معهد ليبر من أكثر من 350 شخصا، بعضهم مصاب بالفصام وآخرون لا يعانون من أمراض نفسية، ووجد الفريق الآليات التي تجعل مستقبلات الدوبامين عامل خطر.

وتوجد الآلية على وجه التحديد في نوع فرعي من مستقبلات الدوبامين، يسمى المستقبل الذاتي، والذي ينظم كمية الدوبامين التي يتم إفرازها.

وإذا تم اختراق المستقبلات الذاتية، فإن تدفق الدوبامين داخل الدماغ يتم التحكم فيه بشكل سيئ، ويتدفق الكثير من الدوبامين لفترة طويلة جدا.

ويقول الباحثون إن انخفاض التعبير عن هذا المستقبل الذاتي في الدماغ يفسر الدليل الجيني لخطر الإصابة بالمرض.

إنجاز كبير في طور التكوين

وأشاد بالدراسة عالم الأعصاب الدكتور سول سنايدر، الذي اكتشف أن الأدوية المضادة للذهان تقوم بتقليل الدوبامين في المخ، باعتبارها إنجازا كبيرا في طور التكوين.

وأضاف: هناك الكثير من البيانات المشوشة التي تشير إلى أهمية مستقبلات الدوبامين والدوبامين في مرض انفصام الشخصية.

وتابع أن الأمر الرئيسي الذي فعله هؤلاء الباحثون هو جمع البيانات معا وبطريقة مقنعة لإثبات أن أنظمة الدوبامين خارجة عن السيطرة في مرض انفصام الشخصية، وهذا سبب للمرض.