الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل يؤثر العمل من المنزل على الصحة النفسية؟.. خبراء يجيبون

الجمعة 30/ديسمبر/2022 - 07:00 م
العمل من المنزل
العمل من المنزل


كثير من الناس يرغبون في مباشرة مهام عملهم عن بعد، أي من المنزل، خصوصا خلال فصل الشتاء، الذي تنخفض فيه درجات الحرارة بشكل كبير، مما يزيد من رغبة البعض في البقاء داخل منازلهم بعيدا عن البرد.

لكن لا يدرك هؤلاء الأشخاص قيمة النشاط البدني الذي يبذلونه في خلال فترات عملهم من مقرات العمل، أو حتى خلال فترة الانتقال من المنزل والعودة إليه بعد انتهاء فترات العمل.

ومما يجهله الكثير من الناس أن قلة النشاط البدني المترتبة على مباشرة العمل من المنزل، سواء كان هذا برغبة الشخص، أو لظروف خارجة عن إرادته كالمرض او تفشي جائحة كورونا، يترتب عليها العديد من المشكلات، لكن هناك سؤال يطرحه الكثيرون، عما إذا كان العمل عن بعد يؤثر على الصحة النفسية أم لا.

وفي ضوء هذا، نحج علماء من جامعة تسوكوبا اليابانية في تحديد عواقب العمل عن بعد على الصحة العامة، والصحة النفسية، بحسب ما ذكره موقع روسيا اليوم، نقلا عن موق لينتا. رو.

ووفقا لما ورد في مجلة «Transportation Research Interdisciplinary Perspectives»،  أجرى الباحثون دراسة استهدفت متابعة بيانات استطلاعات الرأي عبر الإنترنت لـ4500 شخصا خلال شهري أبريل ومايو من عام 2020.

أجري البحث على هؤلاء المشاركين، بعد التأكد من أن جميعهم يعملون في المنزل يوميا لمدة 4 ساعات على الأقل، وقد ركز الباحثون اهتمامهم على تأثير هذا النمط من العمل في النشاط البدني.

مؤشر النشاط البدني

وتوصل الباحثون إلى أن المشاركين الذين استمروا في استخدام وسائل النقل العامة أو الخاصة في الذهاب إلى العمل، حصلوا على أعلى مؤشر للنشاط البدني، بينما كان هذا المؤشر منخفضا لدى العاملين في المنزل، حتى بعد التعديل الذي استثنى استخدام وسائط النقل في مهمة خارج المنزل.

ومع أن التنقل بوسائل النقل العام والخاص يتطلب جهدا أقل، مقارنة باستخدام الدراجات أو المشي، إلا أنه يشكل جزءا مهما من النشاط البدني اليومي.

ولاحظ الباحثون هذا الانخفاض بصورة خاصة لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 29 عاما، الذين اضطروا للعمل في المنزل أثناء جائحة كورونا، ولم يعودوا إلى العمل في المكاتب بعدها، كما لوحظ نفس الشيء لدى النساء، واستنتج الباحثون أن نشاط هؤلاء انخفض إلى الصفر تقريبا، أما زملاؤهم الذين كانوا يعملون في المنزل قبل جائحة كورونا، فحسنوا بعض الشيء مؤشر نشاطهم البدني اليومي.

ووافق 80% من المشاركين في الدراسة على أن انخفاض نشاطهم اليومي سببه الانتقال إلى العمل عن بعد.

تأثير العمل عن بعد على الصحة النفسية

وبخصوص تأثير العمل عن بعد على الصحة النفسية، أوضح الباحثون أن تراجع مستوى النشاط البدني من الممكن أن يزيد من أعراض نفسية مثل الاكتئاب والقلق والإجهاد.

وأكد الباحثون أن الاستمرار في العمل عن بعد، وخصوصا بين الشباب، يتطلب الحفاظ على النشاط البدني واستخدام وسائل النقل التي تحتاج لبذل جهد معين في التنقل خارج ساعات العمل، حتى يمكنهم تجنب تلك الآثار سواء على الصحة العامة أو على الصحة النفسية.