نصائح للأم بعد الولادة للحفاظ على الصحة النفسية.. وأهمية دور الأب
قالت دعاء كارسون، مدربة تربية إيجابية للوالدين، إنه من الضروري على الأم الاهتمام بصحتها النفسية بعد الولادة، وذلك ضرورة وليست رفاهية حيث أثبتت نظرية التطور النفسي للعالم أريك أريكسون، أن الطفل في أول سنة من عمره يستمد ثقته ورؤيته في العالم من خلال أمه، فإذا شعرت الأم بالاستقرار النفسي والراحة يساعد ذلك الطفل على أن ينمو اجتماعيا بشكل أسرع ويتطور بصورة أكبر نفسيًا، وبالتالي فإن تسليط الضوء على الطفل وإهمال الأم نفسها أمر خاطئ لأنها قد تتعرض لاكتئاب ما بعد الولادة.
روتين ما بعد الولادة
وأشارت دعاء كارسون، إلى أن روتين نوم الأم بعد الولادة يتغير لأنها لا تستطيع النوم لساعات متواصلة بسبب أن الطفل لا يعرف الفرق بين الليل والنهار، وبالتالي تكون مواعيد نومه غير منتظمة، ولذلك من المهم خلال الفترة الأولى أن يكون هناك أحد لحمل الطفل حتى تستطيع الأم النوم مما يساعدها على الهدوء وتقليل التوتر والعصبية التي تشعر بها، وذلك لأن قلة النوم تسبب هشاشة نفسية مما يجعل الأم تشعر بالضيق والعصبية وفي بعض الحالات تصل إلى البكاء وعدم القدرة على تحمل أي صوت حتى وإن كان طفلها.
في أول شهرين ونصف بعد الولادة يجب على الأم متابعة روتين النوم الصحيح مع الطفل، حيث يساعدها ذلك على أن تكون أفضل وأقوى ومع مرور الوقت تتمكن الأم من العودة إلى حياتها الطبيعية والنوم بشكل منتظم غير مضطرة.
التصرف مع النصائح المختلفة
وذكرت دعاء كارسون، أن بعض الأمهات قد يسمعن الكثير من النصائح حول رضاعة الطفل وأنه من الأفضل الاعتماد على الرضاعة الصناعية لأن الطبيعية قد لا تُشبع الطفل أو إعطاء الطفل سوائل لأن الأم ليس لديها حليب كاف، هذه النصائح تجعل الأم تشعر أنها غير كافية لطفلها مما يجعلها تشعر بالذنب وتزيد عليها مشاعر الحزن الموجودة عند الأم بعد الولادة.
هل دور الأب مهم؟
وأوضحت كارسون، أن دور الأب مهم ويزداد أهمية خلال الفترة الأولى بعد الولادة بسبب الضغط الموجود على الأم وبالتالي يجب على الأب أن يتحمل الضغط معها وغالبًا لن يفعل ذلك إلا عند الطلب منه، ويجب على كل أم شرح احتياجاتها لزوجها وما يجب أن يفعله حتى تستطيع تجاوز المرحلة الأولى دون التعرض إلى اكتئاب ما بعد الولادة لأنه غالبًا لا يعرف ما يجب عليه فعله فلا تنتظري حتى يفعل شيئا وحده.
