الوسواس القهري يغير طرق اتخاذ الدماغ للقرارات.. كيف يحدث هذا؟
عمل الباحثون على مسح أدمغة المراهقين المصابين باضطراب الوسواس القهري، أثناء قيامهم بمهام صنع القرار وتحديد المناطق المحددة المتأثرة بالحالة.
تلقي الدراسة الضوء على الأساس البيولوجي للوسواس القهري ويمكن استخدامها لتوفير علاج أكثر استهدافًا وفعالية.
كيفية تأثير الاضطراب على اتخاذ القرارات
عمل بحث جديد أجرته جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني على الأساس البيولوجي للوسواس القهري لدى المراهقين، وسلط الضوء على كيفية تأثير الاضطراب على كيفية اتخاذ الدماغ للقرارات والتحكم في السلوك.
جند الباحثون بتجنيد 20 مراهقًا يعانون من الوسواس القهري و21 مراهقًا يتمتعون بصحة جيدة، وطلبوا منهم إكمال مهام اتخاذ القرار للحصول على مكافآت غذائية صغيرة أثناء وجودهم داخل ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي الذي يقيس تدفق الدم في الدماغ. على سبيل المثال، تضمن أحد الأنشطة لعب لعبة كمبيوتر حيث أمالوا آلة البيع في اتجاهات مختلفة، كل منها يتوافق مع وجبة خفيفة مختلفة.
قبل إحدى مهام اتخاذ القرار، تم تخفيض "قيمة" الطعام من خلال عرض مقطع فيديو للمشاركين لحشرات - مثل الصرصور - تزحف فوق الطعام.
كافح المراهقون المصابون بالوسواس القهري في اتخاذ الخيارات والتحكم في سلوكهم للحصول على مكافآت غذائية مقارنة بالمجموعة الضابطة، ولم يكن لتقليل قيمة الطعام تأثير يذكر على سلوكهم أثناء المهام.
أظهرت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أنماطًا مختلفة من نشاط الدماغ لدى المراهقين المصابين بالوسواس القهري مقارنةً بالضوابط. وكانت الاختلافات قوية بشكل خاص في القشرة الجبهية الحجاجية (OFC)، وهي منطقة في الفص الجبهي تشارك في اتخاذ القرار والتحكم في السلوك.
أثناء مهام اتخاذ القرار، أظهر الـ OFC الجانبي فرط النشاط لدى المشاركين الذين يعانون من الوسواس القهري، في حين أظهر الـ OFC الإنسي فرط النشاط. ووجد الباحثون أيضًا أن فرط النشاط مرتبط بحدة أعراض الوسواس القهري، مما يدعم العلاقة بين أداء اتخاذ القرار والاضطراب.
ويقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها توفر فهمًا أكبر للأساس البيولوجي للوسواس القهري، مما قد يقلل من وصمة العار المرتبطة بالاضطراب.