هل الحرمان من النوم يساعد على التخلص من الاكتئاب؟.. نتائج مثيرة
ترتبط قلة النوم في كثير من الأحيان بتدهور الصحة البدنية والعقلية، لكن على مدى عقود أبلغ العلماء عن ظاهرة غريبة حيث يؤدي الحرمان الحاد من النوم في الواقع إلى تأثيرات مضادة للاكتئاب.
لفترة قصيرة بعد ليلة واحدة فقط من الأرق، قد يعاني مرضى الاكتئاب في بعض الأحيان من مزاج مرتفع. حتى الأشخاص الأصحاء يمكن أن يشعروا بهذا الشعور المجنون والمسكر بعد قضاء الليل كله والذهاب إلى اليوم التالي.
الحرمان من النوم
شرعت يفغينيا كوزوروفيتسكي وفريق من الباحثين من جامعة نورث وسترن في التحقيق في هذا الإحساس الفسيولوجي الغريب، وللتحقق بالضبط مما يحدث في الدماغ بعد ليلة من الحرمان الحاد من النوم، طور الباحثون تجربة فريدة لإبقاء الفئران مستيقظة لفترات طويلة من الزمن.
يتكون الجهاز الذي استخدموه من منصة صغيرة على ارتفاع بضعة سنتيمترات فوق شعاع يدور ببطء حول الأرض. إذا نام الفأر فسوف يسقط من المنصة ويوقظه الشعاع الدوار. كان الهدف هو خلق موقف يمكن من خلاله إبقاء الحيوان مستيقظًا دون تعرضه للضغط المفرط.
وبعد 12 ساعة من الأرق، شوهدت الحيوانات وهي تصبح مفرطة النشاط ومفرطة جنسيا. تميل هذه السمات إلى الاختفاء بعد بضع ساعات، لكن الاختبارات الإضافية المصممة لتقييم حالات الاكتئاب أظهرت صفات مضادة للاكتئاب مميزة من ليلة بلا نوم تستمر لمدة تصل إلى ثلاثة أيام.
وكشفت دراسة أخرى أن النشاط المتزايد في الخلايا العصبية الدوبامين كان مسؤولًا عن التغيرات السلوكية لدى الفئران.
بدت ثلاث مناطق معينة في الدماغ مسؤولة في الغالب عن آثار الحرمان من النوم - قشرة الفص الجبهي، والنواة المتكئة، ومنطقة ما تحت المهاد. وبالتركيز بشكل خاص على التأثيرات المضادة للاكتئاب، اكتشف الباحثون أن خلايا الدوبامين العصبية في قشرة الفص الجبهي هي المسؤولة الوحيدة.
والأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن الباحثين اكتشفوا أن الحرمان من النوم يؤدي على ما يبدو إلى درجة من اللدونة التشابكية في قشرة الفص الجبهي، وكانت هذه الآلية هي التي ولدت التأثيرات المضادة للاكتئاب في الفئران.
لا يزال السبب الدقيق وراء تسبب الحرمان الحاد من النوم في هذا التأثير غامضًا بعض الشيء، ومن المأمول أن توجه النتائج الجديدة الباحثين نحو علاجات جديدة لاضطرابات المزاج. إن العثور على طرق لتسخير هذه الآلية السريعة المضادة للاكتئاب دوائيًا يمكن أن يكون مفيدًا بشكل لا يصدق، نظرًا لأن معظم الأدوية الحالية تستغرق أسابيع لبدء مفعولها.
