الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل الاستجابة المناعية هي المسؤولة عن الضرر العصبي؟

الثلاثاء 06/فبراير/2024 - 12:30 م
الاستجابة المناعية
الاستجابة المناعية


لسنوات، كان هناك اعتقاد طويل الأمد بأن الالتهابات الفيروسية الحادة مثل Zika أو COVID-19 هي المسؤولة بشكل مباشر عن الضرر العصبي.

لكن باحثين من جامعة ماكماستر اكتشفوا الآن أن استجابة الجهاز المناعي هي التي تقف وراء ذلك.

البحث، الذي نُشر في مجلة Nature Communications، أشرفت عليه إليزابيث بالينت، الحاصلة على درجة الدكتوراة، وعلي الأشقر، أستاذ في قسم الطب وكرسي أبحاث كندا في المناعة الطبيعية ووظيفة الخلايا القاتلة الطبيعية.

علاقة الالتهابات الفيروسية بالأمراض العصبية

وفقا لما تم نشره في موقع ميديكال إكسبريس، يقول بالينت: «كنا مهتمين بمحاولة فهم سبب ارتباط العديد من الالتهابات الفيروسية بالأمراض العصبية».

وأضافت: «تشير أدلتنا إلى أن الفيروس نفسه ليس هو الذي يسبب الضرر، ولكن مجموعة فريدة من الخلايا التائية، التي تعد جزءًا من الجهاز المناعي، هي المسؤولة فعليًا عن الضرر».

خلايا تائية خاصة بفيروس زيكا

وللوصول إلى هذا الاستنتاج، ركز فريق ماكماستر على فيروس زيكا، وفي أثناء الاختبارات المعملية، كما كان متوقعا، وجد الباحثون خلايا تائية خاصة بفيروس زيكا ومصممة للقضاء على الخلايا المصابة، لقد وجدوا شيئًا آخر أيضًا.

وقال الباحثون: «الأمر المثير للاهتمام في دراستنا هو أنه على الرغم من أننا وجدنا بعض الخلايا التائية الخاصة بفيروس زيكا، إلا أننا حددنا الخلايا التي لا تعمل مثل الخلايا التائية الطبيعية وكانت تقتل الكثير من الخلايا التي لم تكن مصابة بفيروس زيكا».

تسمى هذه الخلايا خلايا NKG2D+CD8 + T، ويقول الباحثون إن استجابتها العدوانية مسؤولة عن الضرر العصبي الذي تعاني منه من عدوى تتجاوز مجرد فيروس زيكا، مثل كوفيد-19 وحتى الصدمة الإنتانية.

الاستجابة العدوانية هي نتيجة إنتاج الجسم لكميات كبيرة من البروتينات الالتهابية تسمى السيتوكينات، والتي تساعد باعتدال على تنسيق استجابة الجسم في مكافحة العدوى أو الإصابة عن طريق إخبار الخلايا المناعية إلى أين تذهب وماذا تفعل عند وصولها.

يقول الأشقر: «إذا بالغت الخلايا المناعية في الجسم في رد فعلها وأفرطت في إنتاج السيتوكينات الالتهابية، فإن هذه الحالة ستؤدي إلى تنشيط غير محدد لخلايانا المناعية مما يؤدي بدوره إلى أضرار جانبية. ويمكن أن يكون لهذا عواقب وخيمة إذا حدث في الدماغ».

يقدم هذا الاكتشاف للباحثين والعلماء هدفًا جديدًا لعلاج الأمراض العصبية الناجمة عن الالتهابات الفيروسية الحادة.

في الواقع، لقد وجد بالينت بالفعل علاجًا يبشر بالخير.

يقول الأشقر: «لقد جربت إليزابيث جسمًا مضادًا يمكنه منع وعلاج السمية العصبية المدمرة تمامًا في النموذج الحيواني، والذي يخضع بالفعل للتجارب السريرية لاستخدامات مختلفة على البشر».

وتأمل بالينت أن تواصل عملها من أجل إيجاد علاج فعال لدى البشر.

وقالت بالينت: «هناك عدد قليل من الفيروسات الأخرى المختلفة التي نحن مهتمون بدراستها، والتي ستساعدنا في إيجاد أفضل خيارات العلاج».