هل الطفل يولد حساسًا أم أنها صفة مكتسبة؟.. خبيرة تربوية تجيب
هل الطفل يولد حساسًا أم أنها صفة مكتسبة؟.. يطرح عديد الآباء والأمهات هذا السؤال حول ما إذا كانت الحساسية العاطفية لدى الطفل أمرًا فطريًا يولد به أم أنها صفة مكتسبة تتأثر بالعوامل الخارجية، فهيا نتعرف فيما يلي على هل الطفل يولد حساسًا أم أنها صفة مكتسبة؟.
هل الطفل يولد حساسًا أم أنها صفة مكتسبة؟
وحول إجابة سؤال هل الطفل يولد حساساَ أم أنها صفة مكتسبة؟، تنوه أمل غالي، خبير تربوي ومستشارة نفسية إلى أن الحساسية العاطفية لدى الأطفال تتأثر بعوامل وراثية وبيئية، مما يعني أن الطفل يمكن أن يولد بميول حساسة نتيجة تركيبه البيولوجي، بينما تؤثر البيئة التي ينشأ فيها على تطور وتعديل هذه الحساسية، مشيرة إلى أنه من أبرز العوامل المؤثرة على هذه الصفة لدى الطفل ما يلي:
العوامل الوراثية والبيولوجية
يولد بعض الأطفال بجهاز عصبي أكثر استجابةً للمؤثرات الخارجية، ما يجعلهم أكثر حساسية للضوضاء، الضوء، أو التغيرات البيئية والعاطفية من حولهم.
وقد أظهرت الأبحاث أن هناك عوامل وراثية تجعل بعض الأطفال أكثر عرضة للاستجابة العاطفية القوية مقارنة بغيرهم، ما يعني أن هذه الصفة قد تكون موروثة جينيًا.
كما أن هؤلاء الأطفال يميلون لإظهار ردود فعل عاطفية قوية قد تكون صعبة التحكم، مثل: الحزن أو أيضًا الفرح الشديد، تجاه تجارب قد تبدو عادية لغيرهم.
العوامل البيئية
كما تلعب البيئة دورًا كبيرًا في تشكيل شخصية الطفل وطريقة استجابته العاطفية، إذ يمكن أن تكون حساسية الطفل مكتسبة أو تزداد مع الوقت وفقًا للتجارب التي يمر بها وتفاعلاته اليومية، وتندرج تحت العوامل البيئية المؤثرة ما يلي:
التنشئة والتربية
ينمو الأطفال الذين يعيشون في بيئة داعمة للتعبير العاطفي والتواصل على درجة أعلى من الحساسية العاطفية، إذ يتعلمون التعبير عن مشاعرهم وملاحظة مشاعر الآخرين.
وعلى النقيض من ذلك، قد يزيد العيش في بيئة قاسية أو مليئة بالتوتر من حساسية الطفل نتيجة للتعرض المستمر لضغوط عاطفية.
العلاقات مع الأهل والمحيطين
يعتبر الأطفال كائنات مرنة تتأثر بمن حولها، خاصة الأهل والأشخاص القريبين، وفي حال كان الوالدان يظهران مشاعرهم بكثرة أو يميلان إلى الحساسية العاطفية، فقد يلاحظ الطفل هذا السلوك ويقلده، مما يجعله أكثر حساسية مع مرور الوقت.
التجارب الشخصية
وكذلك تؤثر التجارب المبكرة بشكل كبير على الطفل الحساس، فالتعرض لمواقف مثل الضغط النفسي، الخوف، أو الصدمات العاطفية يمكن أن يعزز من حساسيتهم العاطفية بشكل كبير.
كما أن الطفل الذي يمر بتجارب غير مريحة يصبح غالبًا أكثر تفاعلًا مع المواقف التي تثير لديه قلقًا أو خوفًا.
وتؤكد المستشارة النفسية أن دعم الطفل وتوفير بيئة آمنة ومشجعة للتعبير العاطفي يمكن أن تساعده على التكيف مع مشاعره، بينما يمكن أن تؤدي التجارب السلبية أو البيئة المشحونة إلى زيادة الحساسية لديه.