نتائج واعدة لعلاج الأورام.. ما علاقة فيروس غابة سيمليكي ؟
في دراسة حديثة، أظهر باحثون من جامعة أوبسالا أن فيروس غابة سيمليكي يدخل الجهاز العصبي المركزي عن طريق دخول السائل النخاعي أولًا ثم الارتباط بنوع معين من الخلايا قبل اختراقه بشكل أعمق في الدماغ.
يمكن استخدام هذا الاكتشاف لتطوير فيروس غابة سيمليكي كعامل لعلاج سرطان الدماغ.
نُشرت الدراسة في مجلة Nature Communications.
فيروس غابة سيمليكي
تم عزل فيروس غابة سيمليكي في الأصل من البعوض في غابة سيمليكي بأوغندا، ومن هنا جاء الاسم.
عند الإصابة الجهازية من لدغات البعوض، يسبب فيروس غابة سيمليكي فيروسات دموية خفيفة قبل أن يجد طريقه إلى الجهاز العصبي المركزي حيث يمكن أن يسبب تسممًا عصبيًا.
كان هناك سعي طويل الأمد في علم الفيروسات لاكتشاف كيفية دخول فيروس غابة سيمليكي إلى المخ، ولكن تم اقتراح حدوث ذلك من خلال حاجز الدم في المخ. قبل بضع سنوات، تم تحديد مستقبل يسمى مستقبل البروتين الدهني منخفض الكثافة للغاية (VLDLR) باعتباره المستقبل الأساسي لفيروس غابة سيمليكي عند دخوله إلى الخلايا المضيفة.
طريقة وصوله إلى الدماغ
في الدراسة الحالية، أكد باحثو أوبسالا أن VLDLR هو مستقبل دخول الخلايا الأساسي. ولكن بما أن VLDLR لا يتم التعبير عنه بواسطة خلايا الأوعية الدموية في حاجز الدم في الدماغ، فقد استنتجوا أنه يجب أن تكون هناك طريقة أخرى لفيروس غابة سيمليكي لدخول الجهاز العصبي المركزي.
وقد أكدوا ذلك من خلال تحديد خلايا الضفيرة المشيمية، وهو نوع الخلايا التي تفرز السائل النخاعي في بطينات الدماغ، كبوابة لغزو الأعصاب.
يقول ميكا مارتيكاينن، الباحث في جامعة أوبسالا، وهو المؤلف الأول والمراسل للنشر: "يعتمد مرور فيروس غابة سيمليكي عبر طبقة الخلايا الظهارية في الضفيرة المشيمية بشكل صارم على VLDLR، وقد تم إثبات هذا الطريق لغزو الأعصاب لفيروسات أخرى، مثل ZIKA وSARS-CoV-2، لكن دراستنا هي الأولى التي تثبت أن فيروس غابة سيمليكي يمكنه أيضًا استخدام هذا الطريق لدخول الجهاز العصبي المركزي".
يمكن استخدامه لعلاج أورام المخ
تُستخدم الفيروسات المحللة للأورام كعلاج مناعي ضد السرطان، حيث يغزو الفيروس الخلايا السرطانية ويقتلها، وينشط الجهاز المناعي لمهاجمة الورم. ونظرًا لأن فيروس غابة سيمليكي يخترق الدماغ، فهو مرشح مثير للاهتمام ليتم تطويره كعامل محلل للأورام لعلاج سرطانات الدماغ.
يقول مارتيكاينن: "لقد عملت على فيروس غابة سيمليكي لسنوات عديدة وأنا سعيد جدًا لأننا تمكنا من حل هذه المسألة. سنركز الآن عملنا على تطوير فيروس غابة سيمليكي كعامل علاجي للسرطان".
وعندما اختبر الباحثون مدى فعالية الفيروسات المختلفة في تنشيط الجهاز المناعي، كان فيروس غابة سيمليكي هو الأفضل على الإطلاق. ومع ذلك، لم يتم اختباره سريريًا من قبل في علاج السرطان.
يقول ماجنوس إيساند، الباحث في جامعة أوبسالا والمؤلف الرئيسي للدراسة: "إن المعرفة الجديدة التي اكتسبناها من دراستنا يمكن أن يكون لها آثار مباشرة على كيفية توصيل فيروس غابة سيمليكي إلى المرضى الذين يعانون من ورم الدماغ الشديد في تجربة سريرية".