الكشف عن اتصال مباشر بين الأمعاء والدماغ عبر العصب المبهم
![العصب المبهم]( /UploadCache/libfiles/2/7/600x338o/396.jpg)
تقدم دراسة حديثة أجريت على نموذج حيواني دليلا مباشرا على دور العصب المبهم في التواصل بين ميكروبيوم الأمعاء والدماغ، مما يعالج فجوة حرجة في هذا المجال.
يوضح البحث الذي قادته كيلي جي. جيمسون، كطالبة دكتوراه في مختبر هسياو بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وجود علاقة سببية واضحة بين ميكروبات الأمعاء ونشاط العصب المبهم.
نُشر العمل في مجلة iScience.
![](/Upload/libfiles/4/8/716.jpeg)
دور العصب المبهم
وذكر موقع ميديكال إكسبريس أنه في حين كان يُعتقد منذ فترة طويلة أن العصب المبهم يسهل الاتصال بين ميكروبيوم الأمعاء، وهو مجتمع الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الأمعاء، والدماغ، إلا أن الأدلة المباشرة على هذه العملية كانت محدودة.
لاحظ الباحثون بقيادة جيمسون أن الفئران التي نشأت بدون أي بكتيريا معوية، والمعروفة باسم الفئران الخالية من الجراثيم، أظهرت نشاطًا أقل بكثير في العصب المبهم مقارنة بالفئران ذات ميكروبيوم الأمعاء الطبيعي.
الجدير بالذكر أنه عندما تم إدخال هذه الفئران الخالية من الجراثيم إلى بكتيريا الأمعاء من الفئران الطبيعية، زاد نشاط العصب المبهم لديها إلى مستويات طبيعية.
وتضمنت التجارب الأخرى إدخال المضادات الحيوية إلى الأمعاء الدقيقة للفئران الطبيعية، مما أدى إلى انخفاض نشاط العصب المبهم.
في الفئران الخالية من الجراثيم، لم يكن للمضادات الحيوية أي تأثير على نشاط العصب المبهم.
ومع ذلك، عندما تم غسل المضادات الحيوية واستبدالها بسوائل معوية من الفئران الطبيعية، تم استعادة نشاط العصب المبهم.
لم يحدث هذا الاستعادة مع السوائل من الفئران الخالية من الجراثيم، مما يسلط الضوء على الدور الحاسم للميكروبيوم.
حددت الدراسة أيضًا مواد معينة ينتجها ميكروبيوم الأمعاء، مثل الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة والأحماض الصفراوية، والتي يمكن أن تحفز نشاط العصب المبهم من خلال مستقبلات معينة.
تعمل هذه المستقلبات على تنشيط مجموعات مختلفة من الخلايا العصبية في العصب المبهم، ولكل منها نمط استجابة فريد خاص بها.
امتد هذا التنشيط إلى الخلايا العصبية في جذع الدماغ، مما يدل على وجود مسار واضح للتواصل بين الأمعاء والدماغ.
تشير الأبحاث إلى أن ميكروبيوم الأمعاء ينظم بعض المستقلبات التي تنشط العصب المبهم، مما يتيح نقل الإشارات الكيميائية الحسية من الأمعاء إلى الدماغ، مما يعزز فهم محور الأمعاء والدماغ ويفتح إمكانيات جديدة لاستكشاف علاجات الاضطرابات العصبية والجهاز الهضمي.