الإثنين 19 مايو 2025 الموافق 21 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

دراسة: ارتفاع ضغط الدم يسبب تغيرات في الكلى في مرحلة مبكرة

الخميس 27/مارس/2025 - 10:00 م
ارتفاع ضغط الدم..
ارتفاع ضغط الدم.. أرشيفية


أجرى فريق بحثي من جامعة فيينا الطبية دراسةً على التغيرات الهيكلية في كلى مرضى ارتفاع ضغط الدم وداء السكري من النوع الثاني، وأظهرت النتائج أن ارتفاع ضغط الدم قد يؤدي إلى خلل في الخلايا الكبيبية، وهي خلايا متخصصة في المرشح الكلوي، حتى في غياب أمراض أخرى سابقة مثل داء السكري.

وتؤكد النتائج، المنشورة في مجلة ارتفاع ضغط الدم، على أهمية الكشف المبكر والعلاج المنتظم لارتفاع ضغط الدم للوقاية من تلف الكلى.

وللوصول إلى هذه النتائج، قام فريق البحث، بقيادة كريستوفر باشن وراينر أوبرباور (القسم السريري لأمراض الكلى وغسيل الكلى، قسم الطب الثالث)، وهاينز ريجيل (القسم السريري لعلم الأمراض)، بتحليل أنسجة الكلى لدى 99 مريضًا: مرضى يعانون من ارتفاع ضغط الدم (ارتفاع ضغط الدم الشرياني) وداء السكري من النوع الثاني، أو مرضى غير مصابين بأيٍّ من هاتين الحالتين.

أُجري البحث على عينات من أنسجة الكلى السليمة من عمليات استئصال الكلى الناتجة عن ورم (أُجريت بين عامي 2013 و2018)، وهو إجراء جراحي تُزال فيه الكلية كليًا أو جزئيًا لعلاج ورم في الكلى.

باستخدام تقنيات التصوير الحديثة والأساليب الحاسوبية، تم تحديد حجم وكثافة الخلايا الكبيبية وحجم كريات الكلى (الكبيبات) في عينات الأنسجة.

الخلايا الكبيبية هي خلايا متخصصة في كريات الكلى (الكبيبات)، وتلعب دورًا حاسمًا في وظيفة ترشيح الكلى، ويُعد حجمها وكثافتها مؤشرين مهمين على صحة أنسجة الكلى.

استُخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور القائم على التعلم العميق لإجراء التحليل، وبمساعدة خوارزمية مُدربة خصيصًا، تم تحليل مقاطع الأنسجة الرقمية تلقائيًا لالتقاط بنية الخلايا الكبيبية والكبيبات بدقة.

ضعف ترشيح الكلى

أفاد الباحث الرئيسي كريستوفر باشن، أن النتائج تُظهر أن مرضى ارتفاع ضغط الدم لديهم كثافة منخفضة من الخلايا الكبيبية مقارنةً بالأصحاء، وأن نوى خلاياهم متضخمة مقارنةً بالأصحاء.

وقد حدثت هذه التغيرات بشكل مستقل عن التشخيص الإضافي لمرض السكري من النوع الثاني، ومن المرجح أنها تُمثل أول خطوة مرئية مجهريًا نحو ضعف وظائف الكلى.

يرى مؤلفو الدراسة أن هذا مؤشر على أن ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يُسبب تلفًا هيكليًا للكلى في مرحلة مبكرة وقبل ظهور الأعراض السريرية. 

ويقول راينر أوبرباور وهاينز ريجيل، قائدا الدراسة: "يمكن أن يُساعد الكشف المبكر والعلاج في إبطاء تطور مرض الكلى ومنع الضرر طويل الأمد".

يُعد ارتفاع ضغط الدم وداء السكري من النوع الثاني من أكثر أسباب أمراض الكلى المزمنة شيوعًا، ورغم أن آثار مرض السكري على وظائف الكلى قد خضعت لدراسات مستفيضة، إلا أنه لم يكن واضحًا في السابق إلى أي مدى يُسبب ارتفاع ضغط الدم تغيرات هيكلية مباشرة حتى بدون الإصابة بمرض السكري.

تُقدم الدراسة الحالية رؤى جديدة في هذا الشأن، والتي قد تكون مهمة للكشف المبكر وتخطيط العلاج.