اكتشاف جديد يمكن أن يساعد في علاج الصدفية

أثبت علماء برمنجهام أن سلسلة من ثلاثة أحماض أمينية فقط قد تقلل من شدة الصدفية عند تطبيقها موضعياً في كريم مرطب.
تمكن الباحثون، الذين نشرت دراستهم في مجلة Pharmacological Research، من تحديد أصغر جزء من الببتيد (بروتين صغير) يسمى PEPITEM، والذي يحدث بشكل طبيعي في الجسم وينظم الالتهاب.
وأظهرت الدراسة أيضًا أن كلًا من PEPITEM وتسلسل الأحماض الأمينية الثلاثة (ثلاثي الببتيد) أدى إلى انخفاض كبير في شدة الصدفية، وهو ما يضاهي كريم الستيرويد.

الصدفية
الصدفية مرض مزمن لا علاج له، حيث تتكاثر خلايا الجلد بسرعة كبيرة، مما يؤدي إلى ظهور بقع متقشرة مرتفعة من الجلد الجاف، قد تسبب الحكة والألم، وتؤثر على النوم، أو تُصعّب التركيز، وقد تتشقق أو تنزف أو تتسرب.
يحدث هذا المرض بسبب فرط نشاط الجهاز المناعي، ويميل إلى المرور بدورات، حيث يزداد حدة خلال "نوبات التهيج"، والتي قد تستمر أسابيع أو أشهر.
يتم علاج الصدفية عادة في المقام الأول باستخدام المرطبات أو الكريمات التي تحتوي على نظائر فيتامين د (مثل الكالسيبوتريول)، أو فيتامين أ (الريتينويدات)، أو الكورتيكوستيرويدات.
لا يمكن استخدام هذه العلاجات إلا لفترات قصيرة بسبب الآثار الجانبية التي تحدث مع الاستخدام المستمر، ولكن باعتبارها جزيئًا طبيعيًا، فإن PEPITEM وتسلسل الببتيد الثلاثي المشتق منه أقل عرضة لإظهار هذه التأثيرات "غير المستهدفة".
في حالته الطبيعية، يتكون PEPITEM من سلسلة من 14 حمضًا أمينيًا، ولكن في هذه الدراسة الحديثة، قام الباحثون بقيادة البروفيسور إد راينجر من جامعة برمنغهام والبروفيسور فرانسيسكو مايوني من جامعة نابولي فيديريكو الثاني، بالبحث عن أصغر أجزاء جزيء PEPITEM التي تؤثر على الخلايا المناعية والالتهاب في الصدفية، وحددوها.
تمكن علماء برمنجهام من تحديد تسلسلين من ثلاثة أحماض أمينية أظهرت نشاطًا بيولوجيًا مماثلًا لجزيء PEPITEM كامل الطول.
قام العلماء بعد ذلك بتحسين هذه الببتيدات الثلاثية لتعزيز استقرارها في الجسم، واختبروا قدرتها على تقليل نشاط الخلايا المناعية وهجرتها، وهما من السمات المميزة للأمراض الالتهابية.
أظهرت نتائجهم أن هذين التسلسلين لهما على الأقل نفس نشاط جزيء PEPITEM الأصلي.
ثم قاموا باختيار التسلسل الذي يتمتع بأكبر نشاط بيولوجي وقام باحثون من جامعة نابولي فيديريكو الثاني باختبار فعاليته في علاج الصدفية باستخدام نموذج حيواني للمرض.
وجد الباحثون أن التطبيق الموضعي مباشرة على الجلد كل يوم لمدة سبعة أيام في كريم مرطب أدى إلى انخفاض واضح في المرض مقارنة بالحيوانات غير المعالجة، وتم تأكيد نتائجهم باستخدام مؤشر منطقة الصدفية وشدتها (PASI)، والذي يستخدم في الممارسة السريرية لقياس مدى وشدة الصدفية.
ومن المهم أن الدراسة أظهرت أيضًا أن كلًا من PEPITEM وتسلسل الببتيد الثلاثي قلل من درجة PASI بنسبة 50%، مما يجعلها قابلة للمقارنة مع كريم الستيرويد Clobetasol Proprionate 0.05%.
قال البروفيسور إد راينجر: "في حين أن هناك العديد من العلاجات للصدفية، إلا أن هناك حاجة واضحة لعوامل علاجية جديدة يمكن استخدامها باستمرار، ودون خطر الآثار الجانبية المفرطة، للوقاية من نوبات الصدفية، وتزيد نتائجنا من إمكانية استخدام الببتيدات المشتقة من بيبيتيم لعلاج الصدفية".
وأضاف: "تثير هذه الدراسة أيضًا إمكانية مثيرة للاهتمام حول إمكانية استخدام الببتيدات المشتقة من PEPITEM مع علاجات أخرى للصدفية، مما يسمح بجرعات أقل لفترات أطول، على سبيل المثال، نهج التوفير في الستيرويد، لتقليل الآثار الجانبية المرتبطة بالاستخدام المطول لمثل هذه العوامل".
وأظهرت التحقيقات الإضافية أن كل من جزيء PEPITEM بأكمله وتسلسلات الببتيد الثلاثي هي منظمات قوية لتوليف جزيئات الإشارة التي تعزز الالتهاب، مما يؤدي إلى تجنيد الخلايا المناعية وانتشار أنواع أخرى من الخلايا في أنسجة الجلد المشاركة في المرض، مع إظهار بعض تسلسلات الببتيد الثلاثي زيادة في الفعالية بمقدار مرتبة واحدة مقارنة بتسلسل PEPITEM الأصلي.
وأضاف البروفيسور راينجر: "لقد حددنا أجزاء جزيء بيبيتيم المسؤولة عن تأثيره البيولوجي، ووفرنا ببتيدات تحاكي بيبيتيم، وتؤثر بشكل كبير على العمليات الالتهابية في الجلد. ومن المتوقع أن يؤدي حجمها الأصغر بكثير وفعاليتها العالية إلى مزايا كبيرة في التركيب والصياغة والاستخدام في العلاجات".
وتعد الدراسة جزءًا من برنامج بحثي أوسع نطاقًا حول PEPITEM واستخدامه المحتمل في علاجات أمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي (RA)، والسكري، والذئبة، والصدفية، والعديد من الأمراض الأخرى، والتي يكون الالتهاب المزمن فيها عاملًا مسببًا أساسيًا.