تحديد القشرة الحركية كمصدر لمتلازمة لانس-آدامز

وُصفت الرمعات العضلية المزمنة الناتجة عن نقص الأكسجين الدماغي لأول مرة قبل 60 عامًا، وتُعرف الآن بمتلازمة لانس-آدامز، وهو اضطراب حاد لم تُفهم آلياته جيدًا حتى الآن.
يُظهر جيفروي فيليو وفينسنت نافارو وزملاؤهما في معهد باريس للدماغ أن هذه الحالة تنشأ في القشرة الحركية.
نُشرت نتائجهم في مجلة علم الأعصاب.

متلازمة لانس-آدامز
متلازمة لانس-آدامز (LAS) مرضٌ خطيرٌ يحدث بعد انقطاعٍ طويلٍ للأكسجين عن الدماغ - يُعرف بنقص الأكسجين الدماغي - كما يحدث بعد السكتة القلبية.
عندما يستعيد المرضى وعيهم بعد إقامتهم في العناية المركزة، يعانون من ارتعاشاتٍ عضلية تُسمى الرمع العضلي، والتي تحدث أثناء الراحة أو الحركة.
تعوق هذه الأعراض الأنشطة اليومية وقد تُسبب سقوطًا متكررًا، والأهم من ذلك، أنها تستمر مع مرور الوقت، مما يُؤدي إلى إعاقةٍ طويلة الأمد.
هذه المتلازمة نادرة نسبيًا، إذ لا تُصيب سوى 0.5% من المرضى الذين يُعانون من رعشة عضلية بعد نقص الأكسجين الدماغي.
وبالرغم من معرفتنا بهذه المتلازمة منذ زمن طويل، إلا أن الآليات المرضية الكامنة وراءها ظلت لغزًا، كما يوضح عالم الأعصاب جيفري فيليو، الذي أكمل أطروحته الطبية حول هذا الموضوع في معهد باريس للدماغ.
يُعد فهم الفسيولوجيا المرضية للمرض أمرًا أساسيًا لتطوير أساليب علاجية فعالة.
ومع ذلك، في حالة متلازمة لانس-آدامز، واجه الباحثون تحديًا كبيرًا: ارتعاشات عضلات المرضى قصيرة جدًا (بضعة ميلي ثانية)، وأحيانًا بالكاد تُلاحظ، مما يجعل ملاحظتها وتفسيرها سريريًا أمرًا صعبًا.
علاوة على ذلك، على الرغم من أن تخطيط كهربية الدماغ (EEG) كان قد تم استخدامه بالفعل من قبل الأطباء في الدراسات الأولى على LAS في الستينيات، إلا أنه لا يسمح بالتعرف الدقيق على أصل التشوهات الدماغية.
ولإلقاء الضوء على هذه الشكوك، قام باحثون من فريق "الصرع السريري والتجريبي"، بقيادة البروفيسور نافارو (AP-HP، جامعة السوربون) بدراسة 18 مريضًا عولجوا في مستشفى بيتي سالبيتريير - وهي مجموعة مهمة لمرض نادر وأكبر مجموعة تم تجميعها على الإطلاق لهذه الحالة.
بفضل الفحوصات العصبية الفسيولوجية والشعاعية العصبية المكثفة (بما في ذلك تخطيط كهربية العضلات، وتخطيط كهربية الدماغ، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، أظهر الفريق أن الرمع العضلي لدى المرضى ينشأ بشكل أساسي في القشرة المخية، وتحديدًا في القشرة الحركية.
طرق علاجية جديدة
ضمن هذه المجموعة، عانى 11 مريضًا أيضًا من نوبات صرع. والمثير للدهشة أن ثمانية منهم انخفض لديهم الرمع العضلي بشكل ملحوظ بعد هذه النوبات.
ويضيف الباحث: "بناءً على هذه الملاحظة، اقترحنا على مريضة واحدة العلاج بالصدمات الكهربائية - والذي يتضمن توصيل محفز كهربائي عبر الدماغ - لإعادة إنتاج النوبات بشكل متحكم فيه، وقد خفف العلاج بشكل ملحوظ من أعراضها، التي كانت مقاومة للأدوية".
يمهد هذا الاكتشاف الطريق لاستراتيجيات جديدة لتعديل النشاط القشري غير الطبيعي.
وأخيرا، يخطط الباحثون لإجراء دراسات جديدة لتحديد بدقة مجموعات الخلايا العصبية والشبكات، داخل القشرة الحركية، التي تؤدي إلى إطلاق سلسلة من الإشارات التي تسبب الرمع العضلي - بهدف تطوير علاجات جديدة، تعتمد على الأدوية أو غير ذلك، لتحسين نوعية حياة المرضى.