دراسة: الوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية تبدأ بتناول أدوية الكوليسترول

تشير دراسة حديثة إلى أن آلاف الأشخاص يواجهون نوبات قلبية وسكتات دماغية غير ضرورية سنويًا، بسبب عدم تناولهم أدوية خفض الكوليسترول، وهو ما يعكس فجوة كبيرة في الرعاية الصحية وضرورة تحسين التوعية والمعالجة.
فقد بينت الدراسة أن أكثر من 39 ألف حالة وفاة، بالإضافة إلى حوالي 100 ألف نوبة قلبية غير مميتة، وحتى 65 ألف سكتة دماغية، يمكن تجنبها في الولايات المتحدة إذا التزم الأشخاص الذين يستوفون الشروط بتناول أدوية الستاتينات والأدوية الأخرى الخاصة بتخفيض الكوليسترول وفقًا للإرشادات الطبية.
تفاصيل الدراسة
وتشير البيانات إلى أن نحو 47% من الأمريكيين الذين لم يتعرضوا سابقًا لنوبة قلبية أو سكتة دماغية، مؤهلون لتناول الستاتينات بناءً على الإرشادات الأمريكية، لكن أقل من ربع هؤلاء (23%) فقط يتلقون العلاج المناسب.
والأمر المعبّر عن أهمية هذه الأدوية هو أن العديد من الناجين من النوبات القلبية أو السكتات الدماغية لا يتناولونها، على الرغم من أنهم يمثلون فئة مستهدفة بفضل الحالة الصحية التي تجعلهم أكثر عرضة لمضاعفات مستقبلية.

تشير الدراسة إلى أن حوالي 68% من هؤلاء المرضى يتناولون بالفعل الستاتينات، لكن هذا الرقم لا يعكس التغطية الشاملة التي يمكن أن تساهم في الوقاية بشكل أكبر.
وفي سياق آخر، أظهر البحث أن الاستخدام الصحيح للأدوية يمكن أن يساهم في منع ما يقرب من 88 ألف عملية جراحية لتجاوز شرايين القلب وفتح الشرايين المسدودة سنويًا، وهو إنجاز طبي كبير.
وإذا تم تلبية جميع المعايير من قبل المرضى والأطباء، فإن مستويات الكوليسترول الضار في الدم ستنخفض بشكل ملحوظ، وسيتم تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية بنسبة تصل إلى 27%.
وتكمن أهمية هذه النتائج في قدرتها على توفير أكثر من 30 مليار دولار سنويًا كمنافع اقتصادية، بسبب تقليل التكاليف الطبية المرتبطة بمضاعفات أمراض القلب والأوعية الدموية.
وتعزى الفجوة الحالية إلى عدة عوامل، من بينها تباين تدريب الأطباء، وتفضيلات المرضى، وتحديات الوصول إلى الرعاية، والحوافز المالية، التي لا تشجع دائمًا على تقديم الممارسات المثلى.
ويؤكد الباحثون أن تحسين أساليب التوعية، ورفع مستوى الفحص والكشف المبكر، يمكن أن يسهم بشكل كبير في علاج الأشخاص الذين يحتاجون إلى الأدوية بشكل أكثر فعالية، وتحسين جودة حياتهم.
وفي تصريح هام، قال الدكتور سيث مارتن، أستاذ أمراض القلب بجامعة جونز هوبكنز، إن ارتفاع الكوليسترول يُعد حالة صحية مزمنة وخطيرة، وغالبًا ما يظل مجهولاً بسبب عدم ظهور أعراض واضحة، إلى أن تأتي المضاعفات بهجوم حاد على القلب أو الدماغ. لذا، فإن العمل المبني على الأدلة، والالتزام بالإرشادات، هما الأساس لإحداث تغيير حقيقي، ووقف تدهور صحة ملايين الأشخاص.
ويعول الخبراء على زيادة التثقيف الصحي وتطوير أساليب الفحص المبكر لضمان أن يتلقى جميع المرضى العلاج الذي يحتاجونه، مما يساهم في تقليل الأمراض القلبية والوقاية من الوفيات المبكرة.