تعاني من الصرع الذهاني.. طبيب نفسي يكشف حالة الأم التي قتلت طفلها وأكلته
جريمة بشعة هزت أرجاء الشرقية، لأم تبلغ من العمر 30 عاما، ذبحت صغيرها البالغ من العمر خمسة أعوام، ولم تكتف بهذا بل فعلت ما لم يصدقه عقل حيث قطت أجزاء من جسده وطهته، والغريب في الأمر أنها تناولت جثمان صغيرها، ليتم إلقاء القبض عليها وإحالتها للتحقيق واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضدها.
«صحة 24»، تواصل مع الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي والأعصاب، لمعرفة الدوافع التي تجعل امرأة تفعل هذا مع طفلها الصغير، وما الذي يجعلها تفعل هذا.. وهل هي مدركة لما فعلته، وهل تعود لطبيعتها بالعلاج؟، كل هذه الأسئلة المطروحة سيتم التعليق عليها في السطور التالية بالتفاصيل الكاملة.
الأم تعاني من الصرع الذهاني
وقال الدكتور جمال فرويز إن الأم التي أكلت طفلها في الشرقية تعاني من مرض الصرع بعد فترة من وجوده سواء كان العلاج غير منتظم أو إهماله لفترة بعد تناول الأدوية، مما تسبب في حدوث مرض الذهان.
وأكد في تصريحات خاصة لـ «صحة 24»، أن لديها حالة مرضية ذهانية ناتجة من الصرع تسمى Epilepsy psychotic، وتعاني من إما ضلالات اضطهادية أوتتبعيه أو هلاوس إما سمعية أو بصرية أو حسية، مشيرا إلى أنها تراودها هلاوس وبالتالي يطلق عليه الصرع الذهاني.
وأضاف أن المريض المصاب بنوبات الصرع وتلقى العلاج لفترة وتم إيقافه على أساس أن حالته تحسنت، ولم يأخذ جلسات الكهرباء المقررة تساوره أفكاره غريبة كما أن الدوبامين يرتفع ويتعرض لهلاوس سمعية وضلالات حسية.
هلاوس تسيطر على تفكيرها وتنفذها دون وعي
وأوضح أن الأم من المفترض أنها كانت تحت تأثير الهلاوس السمعية والحالة المزاجية السيئة، فهي تحت ضغط نفسي، أي يمكننا القول إنها تعاني من (صرع وحالة مزاجية غير مستقرة)، وتشعر بالضغط والقلق والاكتئاب وفاقدة للشغف وحزينة وهناك أصوات تعطيها أوامر وتعتقد أنه ليس طفلها وأن هناك هلاوس سمعية تقول لها «خلي بالك ده مش ابنك.. ده جن.. ده شيطان.. لو موتيه ابنك هيظهرلك».
تجاهل التشخيص الطبي والأدوية يزيد الحالة سوءا
وأشار إلى أن مريض الذهان يتبع الخطوات التي يسمعها نتيجة للهلاوس التي يعاني منها، مؤكدا أن هناك معتقدا من الأهالي أن اللجوء للدجالين والشيوخ لتفسير المرض هو الحل، لأنهم يفسرونها بشكل خاطئ حسب معتقداتهم ويتجاهلون الأدوية وتصبح النتيجة سيطرة الهلاوس على الأفكار، ويبدأ المصاب في تتبعها بشكل كلي وينفذ ما يطلب منه دون وعي وإدراك.
هل يمكن أن تعود الأم لطبيعتها؟
وأكد أن مرض الذهان مثل مرض السكر والضغط، في حالة تناول العلاج بانتظام، ستتم السيطرة على الدوبامين، حيث إنه يجب أن يكون متوازنا في جسم الإنسان، نظرا لأنه يتحكم في المهارات الحركية والاستجابات العاطفية، مضيفا أنها لم تكن الحالة الأولى من نوعها، وسبق وقتلت أم طفلتها وعادت تمارس حياتها الطبيعية بعد وقت من العلاج بانتظام، فالنتيجة مضمونة ولكن في حالة وضعها تحت الملاحظة والعلاج.