أحمد نوير استشاري التغذية العلاجية: الحركة اليومية المعتادة أكثر فاعلية في علاج السمنة.. والأعشاب والعلاجات الطبيعية لا تحقق أي نتائج│حوار
ما هي طرق الوقاية من السمنة؟.. سؤال يحير كثيرين إذ تعد السمنة أحد أكثر الأمراض الشائعة التي يعاني منها الكبار والصغار، وقد تتسبب في الإصابة بالعديد من الأمراض، في هذا الإطار سنتعرف على ما هي طرق الوقاية من السمنة، وما هي أسبابها من الدكتور أحمد نوير استشاري التغذية العلاجية وعلاج السمنة.
ما هي طرق الوقاية من السمنة؟
وللإجابة على سؤال ما هي طرق الوقاية من السمنة؟، ينصح الدكتور أحمد نوير في حوار مع صحة 24، من يرغب في الوقاية من الإصابة بمرض السمنة والمحافظة على صحتة وعلى صحة أولاده، بضرورة تغيير عاداته الغذائية ونمط حياته المعتاد، مثل:
- التقليل قدر الإمكان من كميات السكر التي نتناولها؛ فالسكر يعد نوعا من الإدمان، الذي نعتاد عليه ونحتاج لكميات أكبر ومن ثم يزداد الوزن.
- كما يجب التقليل من الدهون وخاصة الدهون المشبعة والدهون المتحولة مثل الأطعمة المقلية، والأغذية المحفوظة التي تراكم الدهون بمنطقة البطن، وهذه هي أسوأ أنواع الدهون، كما أن الجسم يجعل المخ يدمنها ويعتمد عليها.
- مع ضرورة الحاجة لزيادة النشاط اليومي وليس النشاط الرياضي، ولكن يجب الإكثار من الخطوات اللي نقوم بها يوميًا، ويمكنا عد الخطوات اليومية من خلال الموبايل، إذ ينصح بعمل ما يتراوح ما بين 6000 إلى 10000 خطوة بشكل يومي، فالشىء البسيط المعتاد أفضل بكثيرمن الشىء المؤقتة لفترة قصيرة.
ما هي أسباب الإصابة بمرض السمنة؟
يقول: يجب أن نتعامل مع مرض السمنة على أنه مرض مثل الأمراض المزمنة الأخرى ومنها مرض الضغط والسكري، فالمرض المزمن يقصد به أنه لا يتم الشفاء التام منه ولكن نعالجه فقط، بمعنى أنه في حال توقف مريض الضغط أو السكر عن تناول الدواء، سيعاني من أعراض المرض الشديدة مرة أخرى، فالدواء يضبط مستوى الضغط والسكر، ونفس الشيء بالنسبة لمرض السمنة، يجب أن يلتزم المريض بنظامم غذائي يناسبه مع ممارسة الحركة اليومية المعتادة، ولا نقصد هنا ممارسة الرياضة، ولكن نقصد زيادة الحركة اليومية المعتادة فهي أكثر فاعلية في معالجة السمنة.
الحركة اليومية المعتادة أكثر فاعلية في معالجة السمنة
ويضيف الدكتور أحمد نوير: الشهية نحو الأكل تعد غريزة إنسانية وسلوكا دفاعيا من المخ ولا تعيب مريض السمنة، واتباع النظام الغذائي تم توارثه من رجل الغابة، فقد كان يتوفر لديه الطعام في فترات ولفترات أخرى كان يدخل في مجاعات، فكان عليه أن يتبع نظامًا يدافع عن الفسيولوجية الطبيعية لغزيرة الأكل طول الوقت، فمدام الأكل موجود أمامي بأشكال معينة وبكميات كبيرة وسكر مرتفع ودهون عالية، فجسمي أو نظامي الغذائي مهيأ لأن يأكل الطعام في كل الأوقات، فنتيجة لنمط الحياة الحالي انتشر مرض السمنة.
ويتابع حديثه قائلا: الصياد الذي بداخلي طول الوقت يريد أن يأكل، ومن الناحية الأخرى مريض السمنة يعاني من فكرة أنه دائمًا ما يقال عنه ضعيف الإرادة، وموسوم يعدم قدرته على أن يمسك نفسه أمام الأكل مما يجعله يشعر بالعار من فكرة أنه مصاب بمرض السمنة، ولا يعرف كيفية علاجه، فيحاول أن يقلل الأكل بشكل كبير أو يلعب رياضة لمدة طويلة فيكون الجسم غير مستعد لأن يتقبلها، ومن ثم يدافع الجسم عن نفسه ويخرج رجل الغابة من داخله، فالكميات اللي يأكلها مريض السمنة ليست عيبًا على قدر ما تكون رد فعل للغزائر الموجودة في الجسم، أو نظام الشهية للشخص، وبالتالي يجب أن نبحث عن علاج يعالج المنظومة الغذائية.
ما هي أضرار وفوائد نظام الكيتو دايت؟
يقول استشاري التغذية العلاجية وعلاج السمنة: لا نتحدث عن نظام الكيتو وهل هومفيد أم لا؟، ولكن يجب أن نتفق على أن مرض السمنة يعد مرضا مزمنا لا يشفى منه المريض، ولكن يتم علاجه من أجل التحكم فيه والحد من مضاعفاته، فالعلاج يجب أن يكون مستدامًا، وحتى يصبح العلاج مستدامًا ينبغي أن يتبع المريض نظاما غذائيًا يناسب طريقة ونوعية أكل كل شخص، وهو نظام يختلف من شخص لآخر ولا يوجد نظام غذائي سحري يناسب جميع الناس ويمكن الاستمرار عليه.
ويضيف: يمكن أن يتبع شخص نظاما غذائيا ينزل كمية من الوزن لفترة مؤقتة ثم يزداد وزنه مرة أخرى؛ لذا دائمًا ما يدور مريض السمنة في حلقة مفرغة، إذ ينزل عشرة كيلو ثم تعود له مرة أخرى وهكذا.
ويتابع حديثه: فلو حرمنا أنفسنا سيخرج رجل الغابة الذي يوجد بداخلنا وسيكون رد الفعل أكبر، فنحن نأكل من أجل غريزة البقاء فلولا الأكل لاندثر البشر منذ ملايين السنين، فرجل الغابة انتقل من قارة إلى قارة على قدميه؛ حتي يبحث عن الطعام أى يجري وراء لقمة العيش، فهذا شيء فسيولوجي فمريض السمنة بعد أن يحرم نفسه لفترات طويلة من الأكل، يعود ويأكل كميات كبيرة ولا يمكنه أن يسيطر على نفسه فسيولوجيا؛ فالحرمان من الطعام يكون ضد الطبيعة الإنسانية، بالتالي يرجع الوزن يزيد.
متى يأخذ المريض قرار عملية تكميم المعدة؟
وذكر: يرجع اتخاذ قرار تكميم المعدة إلى الاتفاق ما بين الطبيب والمريض، ولا يمكننا القول إن هذه العمليات جيدة أم لا حلوة ولا حاجة وحشة، ولكن على حسب فوائدها للمريض، فميكن لمريض السمنة إجراء عمليات التكميم، في حال كان معدل كتلة الجسم لديه خمسة وثلاتين أو أكثر وكذلك يصاحب السمنة أمراض أخرى، فهنا يمكنه التفكير في العمليات، ولكن بشرط أن يسبق ذلك القيام بثلاث محاولات جادة من أجل إنقاص الوزن عن عن طريق المتابعة الطبية والعلاج الدوائي، وفي حال فشل هذه المحاولات يأتي التفكير في موضوع العملية.
ويؤكد أنه اليوم مع العلاجات الدوائية الفاعلة والآمنة، بدأ الأطباء يؤخرون التفكير في العمليات.
هل يمكن استخدام الأعشاب الطبيعية في إنقاص الوزن وحرق الدهون؟
وينبه الدكتور أحمد نوير إلى: أن مشكلة مريض السمنة أنه مريض لديه حلم بفقدان الوزن أو تقليله، مما يجعله طول الوقت عايز يجري ورا أي شراب، ولكن للأسف الأعشاب والعلاجات الطبيعية لا تحقق أي نتائج فعالة، كما أنها في بعض الأحيان تكون غير آمنة وقد تتضمن مواد كيماوية ضارة وتباع في الأسواق وهي غير مصرح بها.