الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل تحمي موجات الدماغ الموجودة أثناء النوم من نشاط الصرع؟

السبت 02/ديسمبر/2023 - 01:00 م
نشاط الصرع
نشاط الصرع


وجدت دراسة جديدة أجراها باحثون في كلية لندن الجامعية أن الموجات البطيئة التي تحدث عادة فقط في الدماغ أثناء النوم موجودة أيضا أثناء اليقظة لدى الأشخاص المصابين بالصرع.

وقد تحمي هذه الموجات من زيادة استثارة الدماغ المرتبطة بهذه الحالة، وفق ما نُشر في موقع ميديكال إكسبريس.

قام البحث، الذي نُشر في مجلة Nature Communications وشارك فيه مركز أبحاث الطب الحيوي التابع للمعهد الوطني لأبحاث الصحة والرعاية (NIHR)، بفحص فحوصات مخطط كهربية الدماغ (EEG) من أقطاب كهربائية في أدمغة 25 مريضًا يعانون من الصرع البؤري، وهو نوع من الصرع يتميز بنوباته، أثناء قيامهم بمهمة الذاكرة الترابطية.

وتم وضع الأقطاب الكهربائية في أدمغة المرضى لتحديد النشاط غير الطبيعي وتوجيه العلاج الجراحي.

أثناء المهمة، عُرض على المشاركين 27 زوجًا من الصور التي بقيت على الشاشة لمدة 6 ثوانٍ، وتم تقسيم الصور إلى 9 مجموعات، كل مجموعة تحتوي على صورة لشخص ومكان وشيء، وفي كل حالة، كان على المشاركين أن يتذكروا الصور التي تم تجميعها معًا، وتم تسجيل بيانات EEG بشكل مستمر طوال المهمة.

موجات بطيئة

وبعد مراجعة بيانات مخطط كهربية الدماغ، وجد الفريق أن أدمغة الأشخاص المصابين بالصرع كانت تنتج موجات بطيئة، أي تدوم أقل من ثانية واحدة، أثناء استيقاظهم ومشاركتهم في المهمة.

زاد حدوث هذه الموجات البطيئة «المستيقظة» بما يتماشى مع الزيادات في استثارة الدماغ وتقليل تأثير طفرات الصرع على نشاط الدماغ.

وعلى وجه الخصوص، كان هناك انخفاض في إطلاق الخلايا العصبية، والتي يقول الباحثون إنها يمكن أن تحمي من نشاط الصرع.

أهمية النوم

وقال كبير الباحثين البروفيسور ماثيو ووكر إن «النوم أمر بالغ الأهمية لإصلاح وصيانة وإعادة ضبط نشاط الدماغ، وعندما نكون مستيقظين، نشهد زيادة تدريجية في استثارة الدماغ، والتي يتم تصحيحها أثناء النوم».

وأضاف: «أشارت الدراسات الحديثة إلى أن شكلًا محددًا من نشاط الدماغ، وهو الموجات البطيئة أثناء النوم، يلعب دورًا حاسمًا في هذه الوظائف التصالحية، أردنا معالجة ما إذا كانت موجات النوم البطيئة يمكن أن تحدث أثناء اليقظة استجابةً للزيادات غير الطبيعية في نشاط الدماغ المرتبطة بالصرع».

وتابع: «تكشف هذه الدراسة، لأول مرة، عن آلية وقائية محتملة، وهي موجات الاستيقاظ البطيئة، التي يستخدمها الدماغ لمواجهة نشاط الصرع، وتستفيد هذه الآلية من نشاط الدماغ الوقائي الذي يحدث عادة أثناء النوم، ولكن عند الأشخاص المصابين بالصرع، يمكن أن يحدث أثناء اليقظة».

وكجزء من البحث، أراد الفريق أيضًا اختبار ما إذا كان حدوث موجات بطيئة له أي آثار سلبية على الوظيفة الإدراكية، وأثناء مهمة الذاكرة، وجد الباحثون أن موجات الاستيقاظ البطيئة تقلل من نشاط الخلايا العصبية وبالتالي تؤثر على الأداء المعرفي، مما يزيد من طول الوقت الذي يحتاجه المرضى لإكمال المهمة.

وأفاد الفريق أنه مقابل كل زيادة بموجة بطيئة واحدة في الثانية، زاد زمن رد الفعل بمقدار 0.56 ثانية.

وقال البروفيسور ووكر: «تشير هذه الملاحظة إلى أن الصعوبات المعرفية، وخاصة عجز الذاكرة، التي يعاني منها الأفراد المصابون بالصرع يمكن أن تعزى جزئيا إلى العاهات القصيرة الناجمة عن هذه الموجات البطيئة».

ويأمل الفريق أن تتمكن الدراسات المستقبلية من زيادة هذا النشاط كعلاج جديد محتمل للأشخاص المصابين بالصرع.