لماذا يجب علينا تجنب القيام بنفس التمرين الرياضي بالضبط كل يوم؟
يعد الاتساق أمرا أساسيا عندما يتعلق الأمر بالحصول على لياقة بدنية جيدة، ففي النهاية، لن تتمكن من الحصول على لياقة بدنية جيدة إذا لم تبذل الجهد في صالة الألعاب الرياضية.
لكن هل هناك أي فوائد من ممارسة نفس التمارين الرياضية يوميا؟
يقول بعض المؤثرين إن هناك فوائد، مدعين أن ممارسة نفس التمارين الرياضية لسنوات كانت مفتاح نجاحهم في اللياقة البدنية.
في حين أن هذا قد يبدو جذابًا لأولئك من الذين يواجهون صعوبة في الالتزام بالروتين، إلا أن الحقيقة هي أنه إذا لم نتحدى أجسادنا بما يكفي، فقد تعمل هذه الاستراتيجية في النهاية ضد هدفنا المتمثل في الحصول على الشكل المناسب.
تعطيل التوازن الداخلي للجسم
وذكر موقع The Conversation أنه لتحسين لياقتك البدنية، عليك أن تعطل التوازن الداخلي لجسمك، فهذه هي العملية التي تحافظ بها الكائنات الحية على بيئة داخلية مستقرة على الرغم من التغيرات في ظروفنا الخارجية.
وفيما يتعلق بالتمارين الرياضية واللياقة البدنية، قد يكون السبب الخارجي هو رفع الأثقال في صالة الألعاب الرياضية، وهذا يضع ضغطًا على الجسم، ويغير بيئتنا الداخلية، وبالتالي يعطل التوازن الداخلي.
إن الإجهاد هو ما يدفع أجسامنا إلى الاستجابة والتكيف، وعندما يكون الإجهاد الذي يعطل هذا التوازن هو ممارسة الرياضة، فإن الاستجابة تكون التعب بسبب الطريقة التي يعطل بها بيئتنا الداخلية الطبيعية.
كلما زاد الضغط الذي يفرضه التمرين على أجسامنا، زاد التعب الذي يسببه، وبمجرد إزالة الضغط، على سبيل المثال، عندما نأخذ يوم راحة بين التمارين، يبدأ التعب في التبدد.
إن التعب هو في الواقع سر التكيف الجسدي، فكلما زاد التعب، زادت إمكانية التكيف وتحسنت لياقتك البدنية.
ومن ناحية أخرى، إذا لم يخل مسبب الإجهاد الناتج عن ممارسة الرياضة بالتوازن الداخلي، فلن تشعر بالتعب الكافي لرؤية أي تكيفات جسدية.
فقط كن حذرًا حتى لا تتعب نفسك كثيرًا، لأن هذا يمكن أن يؤدي إلى ضعف الأداء وإمكانية الإصابة بالمرض.
الحمل الزائد التدريجي
عندما نتكيف فسيولوجيًا، فإننا نضبط "نقطة ضبط" التوازن الداخلي لدينا، وهذا يعني أن الحد الأدنى من الإجهاد الذي يحتاجه جسمنا لتحفيز استجابة التعب يزداد، لذا، من أجل الاستمرار في تحسين مستويات لياقتنا البدنية، نحتاج إلى البدء في تغيير تماريننا لمواصلة التسبب في إجهاد أجسامنا وتعبها، ويُعرف هذا المبدأ باسم "الحمل الزائد التدريجي".
هناك ثلاث طرق أساسية لتحقيق التحميل التدريجي: زيادة شدة التمرين، أو زيادة وتيرة جلسات التدريب، أو زيادة مدة كل تمرين.
إن مبادئ التكيف البيولوجي عبارة عن مزيج معقد من هذه المكونات، على الرغم من أن كثافة التمرين تعتبر المحرك الأساسي للتكيف.
لزيادة كثافة التمرين، يمكنك إما زيادة متطلبات التمرين أو التلاعب بفترة التعافي، مثل تقليل وقت التعافي بين التمارين.
تذكر فقط أن التكيفات تحدث أثناء فترة التعافي، وليس أثناء التمرين الفعلي، لذا، إذا قمت بزيادة شدة التمرينات، فحاول أن تجعلها أقصر بشكل عام لتجنب الإرهاق.
من المهم أيضًا ألا تفرط في أداء التمارين الرياضية في وقت مبكر جدًا، لست بحاجة إلى زيادة صعوبة كل تمرين تدريجيًا، واعتمادًا على مستوى لياقتك البدنية، قد تحتاج فقط إلى زيادة شدة التمارين الرياضية مرة واحدة كل 4 إلى 8 أسابيع.
لكن يجب أن نحذر من ذلك، فمجرد ممارسة التمارين الرياضية عالية الكثافة لا يعد الحل لتحسين لياقتك البدنية وصحتك، بل يتعين عليك ممارسة مجموعة من التمارين الرياضية منخفضة ومتوسطة وعالية الكثافة لتعزيز مجموعة من التكيفات الفسيولوجية.
تمارين رياضية منتظمة
وهنا يبرز سؤال مهم: ماذا سيحدث إذا حافظت على نفس روتين التمرين يوميا؟
بالطبع ستكون هناك فترة أولية للتكيف بسبب التحديات الجديدة التي تفرض على جسمك، ولكن ما لم يتم تطبيق التحميل الزائد التدريجي، فلن يتم الحفاظ على هذه التغييرات إلا في أفضل الأحوال، وفي بعض الحالات، قد يؤدي ذلك حتى إلى فقدان مكاسب اللياقة البدنية، مما يعيدنا في النهاية إلى حيث بدأنا.
هناك أيضًا فوائد نفسية لاستخدام نهج أكثر تقدمًا للتدريب.
غالبًا ما يتوقف الأشخاص عن ممارسة التمارين الرياضية بمرور الوقت بسبب عوامل شخصية وبيئية مختلفة، مثل فقدان الدافع إذا لم تعد مهتمًا أو مستمتعًا بتمارينك.
إن دمج تمارين جديدة أو إضافة تنوع إلى الروتين المألوف هي طرق رائعة لمساعدتك على البقاء متحفزًا والاستمتاع بتمارينك.
رغم أن الاستمرار في ممارسة نفس التمارين الرياضية قد يبدو أسهل طريقة للحفاظ على النشاط البدني، إلا أنه قد يعمل ضدك على المدى الطويل.
إذا كنت ترغب في الحفاظ على لياقتك، فقم بتغيير تمارينك كل 4-6 أسابيع (إما عن طريق زيادة كثافة التمارين أو تعديلها)، وقم بمزيج من الأنشطة المختلفة (بما في ذلك رفع الأثقال وتمارين القلب والأوعية الدموية)، وتتبع لياقتك البدنية - حتى تعرف متى يحين وقت تغيير تمرينك مرة أخرى.