هل مدة الوقت أمام الشاشة والتوتر يسهمان في زيادة الإصابة بالسرطان بين الشباب؟
إن قضاء الكثير من وقت الشاشة بين الشباب في العصر الرقمي اليوم يسبب مشاكل صحية، بما في ذلك السرطان، يمكن للضوء الأزرق لفترة طويلة أن يتداخل مع إنتاج الميلاتونين ويزيد من خطر الإصابة بالسرطانات مثل سرطان الثدي والبروستات.
قد يؤدي السلوك المستقر المرتبط باستخدام الشاشات إلى السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية عن طريق تغيير مستويات الهرمونات، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان.
إن الوضعية غير السليمة من استخدام الشاشة تضعف الجهاز المناعي، وبالتالي تجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بالسرطان على المدى الطويل.
دور الإجهاد في تطور السرطان
يُعتقد أيضًا أن الإجهاد، وهو جزء لا يتجزأ من الحياة الحديثة، يلعب دورًا حاسمًا في التسبب في السرطان. يمكن للإجهاد المزمن أن ينشط سلسلة من التفاعلات الهرمونية والبيولوجية التي تضعف الجهاز المناعي وأنظمة إصلاح الحمض النووي.
ينتج الجسم هرمونات الإجهاد مثل الكورتيزول، والتي تضعف قدرة الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية وقتلها، وهذا بدوره قد يسمح للخلايا السرطانية بالتهرب من الاكتشاف والتكاثر بمرور الوقت.
يشجع الإجهاد المزمن الالتهاب، مما يعزز البيئة التي يمكن أن تنمو فيها الخلايا السرطانية وتنتشر، وينطبق هذا بشكل خاص على الشباب الذين يعانون من ضغوط المدرسة والتفاعلات الاجتماعية والمخاوف الاقتصادية.
يؤثر الإجهاد أيضًا على سلوكيات نمط الحياة، بما في ذلك سلوكيات التأقلم غير الصحية مثل التدخين والإفراط في تناول الطعام والإفراط في تناول الكحول - وهي كلها عوامل خطر معروفة للإصابة بالسرطان.
ويمكن أن يؤدي الإجهاد إلى عادات غذائية سيئة، بما في ذلك زيادة استهلاك الأطعمة المصنعة والسكريات، مما يساهم في السمنة وزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان.
العلاقة بين وقت الشاشة والتوتر وخطر الإصابة بالسرطان
وفقًا للدكتور موكيش باتيكار، أخصائي الأورام الطبية، إن الجمع بين وقت الشاشة والتوتر يشكل تحديًا معقدًا للغاية في استكشاف المخاطر الصحية لدى الأجيال الأصغر سنًا، فهو لا يؤدي فقط إلى بذل مجهود بدني، بل يزيد أيضًا من التوتر، وخاصة تحت الضغوط الشديدة لوسائل التواصل الاجتماعي والعمل والترفيه.
وكلما زادت المعلومات المتاحة، إلى جانب كل عوامل التشتيت التي يجلبها الإنترنت، كلما ازدادت مشاعر القلق والتوتر سوءًا، ودخلت في حلقة مفرغة تؤدي إلى تفاقم الظروف العقلية والجسدية.
تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير على الصحة العقلية للشباب، هناك دائمًا هذه الرغبة في عرض حياة مثالية على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب التنمر الإلكتروني، والخوف من تفويت الفرصة، والمقارنات التي لا تنتهي.
قد يؤدي هذا الضغط العقلي المستمر إلى رفع مستويات الكورتيزول وزيادة خطر الإصابة بالسرطان من خلال الآليات المذكورة أعلاه.
التعرض المستمر للشاشة ليلًا، وخاصة في الليل للترفيه، يزيد من المشكلة، الضوء الساطع المنبعث من الأجهزة من شأنه أن يمنع النوم؛ وبالتالي، يصبح من الصعب الاسترخاء وتجديد النشاط.
كما أن سوء نوعية النوم يزيد من التوتر ويعزز الظروف الصحية، والتي تعد أرضًا خصبة للسرطان.