أضرار الأدوية النفسية.. هل تؤدي للإدمان والانتحار؟
قالت الدكتورة منى رضا أستاذ الطب النفسي بطب عين شمس، إن الأدوية النفسية العلاجية من الأمور المثيرة للشكوك والجدل، نظرا لتخوف الكثير من آثارها الجانبية، مضيفة أنه من الممكن في كثير من الأحيان أن تؤدي إلى إدمانها في بعض الحالات.
وأوضحت أستاذ الطب النفسي، أن أدوية المرض النفسي لا تعتبر الوسيلة العلاجية الوحيدة، فمن الضروري أن تكون مصحوبة بجلسات علاج نفسي تحت إشراف طبي.
وبينت الدكتورة منى رضا، أنه مع مرور الوقت حدثت طفرات هائلة في مجال الطب النفسي، ساهمت في فهم العديد من الجوانب الخاصة بالأمراض النفسية المختلفة، وصاحبها ظهور العديد من الأدوية النفسية ومضادات الاكتئاب، التي أثبتت فائدتها في مساعدة الملايين من المصابين بالأمراض النفسية إلى الحياة والتعافي، إلا أنها لم تستطع تلك الإنجازات القضاء على الأفكار الخاطئة الشائعة حول تلك الأدوية.
هل الأدوية النفسية تسبب الإدمان؟
لفتت أستاذ الطب النفسي الدكتورة منى رضا إلى أنه يوجد هناك تشابه في بعض الجوانب بين الأدوية النفسية والأدوية المخدرة، ففي بعض الحالات قد يحتاج الطبيب لـ رفع تركيز الدواء في فترة معينة، وهناك حالات أخرى يلجأ الطبيب معها لتوقف مفاجئ لجرعة العلاج، بسبب أن زيادة الجرعة في بعض الأوقات يكون متناسبًا مع الحالة وحاجتها للمزيد من الدواء، وليس التعود والإدمان، كذلك التوقف المفاجئ الذي قد يسبب تدهور الحالة بسبب خلل في البرنامج العلاجي للمرض وليس لأن تلك أعراض انسحابية.
مضادات الاكتئاب والانتحار
تحدثت الدكتورة منى رضا عن علاقة أدوية الاكتئاب بالانتحار، قائلة: الفكرة التي تراود معظم مصابي الاكتئاب ويعتبر الهدف الأساسي من صناعة مضادات الاكتئاب هو الحفاظ على حياة هؤلاء الأشخاص من خطر الانتحار، حيث أوضحت بعض الدراسات أن الأثر الإيجابي لاستخدام مضادات الاكتئاب هو تقليل نسبة الميل للانتحار عن طريق السيطرة على الاكتئاب، لذا من الخطأ حصر مضادات الاكتئاب في تسببها في الانتحار.
الأدوية النفسية والجلسات العلاجية
وأشارت الدكتورة منى رضا إلى أن الأدوية النفسية هي جزء من رحلة العلاج النفسي، وتتكامل معها الجلسات العلاجية التي يشرف عليها الطبيب المعالج، فلا يمكن أن تحقق الأدوية النتائج المنتظرة دون وجود دور للجلسات النفسية، ومن أهم أدوار الأدوية النفسية، تأثيرها على المشكلة وإفراز موادها الفعالة لتساعد المريض على العلاج.
ولفتت إلى أن الجلسات النفسية أساسها النقاش والمحاورة بين الطبيب والمريض، والهدف من ذلك هو الوصول إلى النقاط التي تساعد في التشخيص الصحيح للحالة، وتحديد موضع الخلل للعمل على إصلاحه، موضحة أن معظم الأطباء يرى أن الاعتماد على مضادات الاكتئاب مع الجلسات النفسية، هو أفضل الحلول الفعالة.