ما العلاقة بين النظام الغذائي والإصابة بالاكتئاب ومرض الزهايمر؟
أظهرت دراسة جديدة من جامعة إديث كوان، أن النظام الغذائي قد يؤثر على خطر الإصابة بالاكتئاب ومرض الزهايمر.
وتشير الأدلة إلى أن أعراض الاكتئاب، تشكل عامل خطر للإصابة بمرض الزهايمر وتشكل رد فعل على مشاكل الذاكرة المبكرة.
وأشارت الدكتورة سامانثا جاردنر الباحثة في جامعة إديث كوان إلى أن الأنماط الغذائية الصحية قد تخفف من بعض التأثيرات السلبية التي تخلفها أعراض الاكتئاب على التغيرات في المؤشرات الحيوية للدم المرتبطة بمرض الزهايمر.
هذه المؤشرات الحيوية عبارة عن جزيئات بيولوجية موجودة في الدم يمكن قياسها واستخدامها لتتبع تقدم المرض.
تقدم النتائج، التي نُشرت الآن في مجلة Neurobiology of Aging، مساهمات ثاقبة لفهم التفاعلات بين النظام الغذائي وأعراض الاكتئاب والمؤشرات الحيوية للدم المرتبطة بمرض الزهايمر.
النظام الغذائي المتوسطي والغربي النموذجي
إن النظام الغذائي المتوسطي، الذي يتكون من وفرة من الأطعمة النباتية وزيت الزيتون والحبوب الكاملة وتناول معتدل من النبيذ الأحمر، يرتبط عكسيا بالسكتة الدماغية والاكتئاب وضعف الإدراك ومرض الزهايمر.
وبالمقارنة، فإن النظام الغذائي الغربي النموذجي، الذي يتكون من كميات أكبر من الأطعمة المصنعة والسكريات، يمكن أن يؤدي إلى زيادة انخفاض وظائف الدماغ معينة.
من المتوقع أن يؤثر مرض الزهايمر على حوالي 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن يزيد إلى 152 مليون بحلول عام 2050.
تقدر التكاليف السنوية المرتبطة بالمرض والحالات الأخرى المرتبطة بالخرف بنحو 909 مليار دولار سنويًا، أو حوالي 1٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
في أستراليا، يتم إنفاق ما يقدر بنحو 3.7 مليار دولار سنويًا على تشخيص وعلاج ورعاية الأفراد المصابين بالخرف.
لاحظ طالب الدكتوراه في جامعة إيست كوانتان هلال سالم سعيد سليمان الشامسي أن الاكتئاب يحدث بين الأفراد الذين تم تشخيصهم بمرض الزهايمر بنسبة 50٪ تقريبًا.
أظهر تحليل طولي أن 40% من كبار السن الذين تم تشخيص إصابتهم بالاكتئاب تطوروا إلى مرض الزهايمر خلال فترة متابعة متوسطة قصيرة نسبيًا تبلغ 27 شهرًا.
ووجد نفس التحليل أن خطر التقدم إلى مرض الزهايمر كان أعلى بشكل ملحوظ بين المرضى الذين لديهم تاريخ نشط من الاكتئاب خلال العامين السابقين مقارنة بأولئك الذين لديهم تاريخ أكثر بعدًا للاكتئاب.
حتى الآن، لا توجد تدابير علاجية محددة معروفة لمرض الزهايمر، لكن الدكتور جاردنر قال إن تأخير ظهور المرض قد يقلل من انتشار المرض وعبء الصحة العامة.
حدد البحث 14 عامل خطر قابل للتعديل يُقترح أنها تمثل حوالي 45% من حالات الخرف في جميع أنحاء العالم.
ومن بين عوامل الخطر القابلة للتعديل هذه، يمكن أن تتأثر خمسة منها بشكل إيجابي باتباع نظام غذائي صحي، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والسمنة وتناول الكحول والاكتئاب.
تشمل عوامل الخطر القابلة للتعديل الأخرى النشاط البدني والنوم الكافي، إذا تمكنا من معالجة كل هذه الأشياء، فيمكن منع ما يقرب من 45% من حالات الخرف نظريًا.