اكتشاف إشارات دماغية مرتبطة بتفضيل المذاق الحلو
![الاشارات الدماغية]( /UploadCache/libfiles/4/8/600x338o/690.jpg)
استخدم باحثون التلاعب الجيني في نموذج دماغي مختبري لإثبات أن الستيرويدات العصبية يمكن أن تقلل من حساسية وتفضيل المذاق الحلو عندما ترتفع داخل القشرة التذوقية.
الستيرويدات العصبية هي إشارات تشارك في تنظيم الحالة المزاجية والتوتر، بينما القشرة التذوقية هي المنطقة في الدماغ الأكثر مشاركة في التذوق.
نُشرت نتائجهم في مجلة Current Biology.
وفقًا للمؤلفة الرئيسية أريانا مافي، الأستاذة في قسم علم الأعصاب والسلوك، تشير الدراسات التي أجريت على البشر إلى أن تفضيل بعض الأطعمة يؤثر على كمية ما نتناوله وأن انخفاض حساسية التذوق غالبًا ما يرتبط بالإفراط في الاستهلاك، مما قد يؤدي إلى السمنة.
![](/Upload/libfiles/4/8/690.jpg)
اختلافات تفضيلات التذوق
وأضافت أنه في الوقت الحالي هناك معرفة محدودة بكيفية مساهمة نشاط الدماغ في الاختلافات في تفضيلات التذوق.
إن تحديد العلاقة بين نشاط الدماغ والتذوق وعادات الأكل أمر صعب لدى البشر لأن التكنولوجيا المتاحة لقياس التغيرات في نشاط الدماغ لا تتمتع بالدقة الكافية لتحديد الآليات البيولوجية.
ومع ذلك، يستطيع العلماء مراقبة نشاط الدماغ بدقة لدى فئران المختبر أثناء قياس تفضيلات التذوق لديها.
وبما أن بيولوجيا التذوق متشابهة للغاية في جميع الثدييات، فإن هذا النهج يمكن أن يلقي الضوء على الدماغ البشري والتذوق.
وفي نموذج الفئران الخاص بهم، قام فريق البحث بدراسة الدوائر العصبية التي تنظم تفضيل الطعم الحلو في أدمغة البالغين.
ركز عملهم على تأثير الستيرويد العصبي ألوبيرجانولون، والذي من المعروف أن مستوياته مرتفعة لدى الأشخاص المصابين بالسمنة.
يعمل هذا الستيرويد العصبي على تعديل نشاط المخ عن طريق زيادة الدوائر المثبطة التوترية التي يتوسطها نوع معين من مستقبلات GABA.
وقد أثبت الفريق أن مستقبلات GABA هذه موجودة في الخلايا العصبية المثيرة والمثبطة في القشرة التذوقية.
لقد قاموا بحقن ألوبيرجانولون موضعيًا في القشرة التذوقية للفئران لتنشيط مستقبلات GABA الحساسة للستيرويدات العصبية.
وقد أدى هذا التلاعب إلى تقليل حساسية النموذج وتفضيله للطعم الحلو.
ثم استخدموا أدوات وراثية لإزالة مستقبلات GABA الحساسة للستيرويدات العصبية موضعيًا، فقط في القشرة التذوقية.
وقد أدى هذا التلاعب إلى القضاء على تفضيل الطعم الحلو على الماء.
وقالت مافي: "كان هذا الانخفاض في الحساسية والتفضيل للطعم الحلو أكثر بروزًا إذا تمت إزالة المستقبلات بشكل انتقائي فقط من الخلايا العصبية المثبطة للقشرة الذوقية، وفي هذه الحالة، كانت الفئران غير قادرة عمليًا على التمييز بين الماء المحلى والماء".
وقد أكد نهجهم أن نوعًا معينًا من مستقبلات GABA هو هدف النشاط العصبي الستيرويدي وهو ضروري لضبط الحساسية والتفضيل للطعم الحلو.
وأضافت مافي أن النتائج التي توصلوا إليها توضح الطرق الرائعة التي يساهم بها دماغ الثدييات في تجربة التذوق وتكشف عن إشارة محددة في منطقة محددة من الدماغ ضرورية للحساسية تجاه الطعم الحلو.
ويستكشف البحث الجاري باستخدام النماذج ما إذا كانت الستيرويدات العصبية تنظم فقط الإحساس بالطعم الحلو أو تساهم في إدراك الأذواق الأخرى، و/أو كيف تؤثر التغيرات في حساسية التذوق على تناول الطعام.