دراسة تكشف دور ميكروبات الأمعاء في تحفيز الألم العضلي الليفي وتفتح آفاقًا علاجية جديدة
كشفت دراسة بحثية حديثة نُشرت في مجلة Neuron العلمية، عن نتائج لافتة تربط بين تركيب ميكروبات الأمعاء "الميكروبيوم" وبين تطور أعراض مرض الفيبروميالغيا المزمن، خاصة الألم واسع الانتشار واضطرابات المزاج.
وأوضح الدكتور صامد عليوي، الأستاذ في الكلية الطبية التقنية بجامعة الفرات الأوسط، أن الفيبروميالجيا لا يزال مرضًا غامض الأسباب، إلا أنه يصيب نحو 2% إلى 4% من السكان، مع معدلات أعلى بكثير بين النساء، ويسبب آلاما مزمنة وإرهاقًا وصعوبات في النوم والانتباه، وغالبا ما تترافق الحالة مع اضطرابات هضمية واكتئاب.
وأضاف ان الدراسة أجرت تجربة بزراعة ميكروبات أمعاء مأخوذة من نساء مصابات بالفيبروميالجيا إلى فئران إناث خالية من الجراثيم، وظهرت لدى الفئران المستقبِلة أعراض مماثلة لأعراض المرض، شملت فرط الحساسية للألم، وتغيرات مناعية واضحة، واضطرابات في الأيض، وانخفاضا في كثافة الألياف العصبية داخل البشرة، وهو ما يعد دليلًا تجريبيا على دور محتمل للميكروبيوم في تحفيز الأعراض.
وأشار إلى أن استبدال هذه الميكروبات بميكروبات من متبرعات سليمات أدى إلى تراجع ملحوظ في فرط الحساسية للألم، كما أظهرت مكملات الأحماض الصفراوية فاعلية في تقليل الأعراض.
وفي سياق متصل، شملت الدراسة تجربة سريرية بشرية على 14 امرأة مصابة بحالات شديدة ومقاومة للعلاج من الفيبروميالجيا، تلقين علاجًا قائمًا على زراعة ميكروبات الأمعاء من متبرعات أصحاء.
وبيّن د. عليوي أن 12 من المشارِكات أبلغن عن تحسن واضح في شدة الألم، مع تحسن نسبي في نوعية النوم والحالة النفسية.
ورغم النتائج، شدّد على أن الدراسة ما تزال في مراحلها الأولية، وقال: "التجربة السريرية كانت مفتوحة وبدون مجموعة ضابطة، واقتصرت على النساء فقط، لذا فإن نتائجها تتطلب تأكيدًا من خلال تجارب عشوائية محكومة أوسع نطاقًا".
واختتم قائلاً ان هذه النتائج تفتح الباب أمام توجه علاجي جديد يستهدف تعديل ميكروبات الأمعاء كأداة محتملة لعلاج الفيبروميالجياوإذا ما أُكدت هذه العلاقة في دراسات أكبر، فقد نكون أمام ثورة في فهم ومعالجة متلازمات الألم المزمن.
