من الاستيراد للتهريب.. أدوية الغدة خارج نطاق السيطرة والمريض يستغيث (مفاجآت جديدة حول الأزمة)| خاص
- نقص أدوية الغدة بالصيدليات.. عوامل فاقمت الأزمة
- مواطنة تكشف لـ صحة 24 معاناتها مع نقص دواء تروكسين.. وشكاوى آخرين على مواقع التواصل
- حياة مريض الغدة في خطر واهتمام الطبيب بالاسم العلمي مهم
- السوق السوداء تزيد الأزمة.. وشائعات على السوشيال ميديا
- بعد شكوى المواطنين.. طلب إحاطة بشأن نقص دواء التروكسين
- أدوية مثيلة بنفس المفعول لحل الأزمة
- الإفراج الجمركى عن الأدوية والمستلزمات الطبية.. الأزمة تُحل تباعا
أزمة تؤرق كثيرين وخاصة مرضى قصور الغدة، حيث يقع المريض فريسة للطبيب من ناحية والسوشيال ميديا من ناحية ومشكلة تهريب الأدوية من ناحية أخرى، واقع صعب يعيشه مريض الغدة هذه الفترة ويستغيث من أجل الحصول على الدواء وتوفيره في الصيدليات.
ما يحدث يمثل معاناة للمواطن المصاب بمشاكل في الغدة، والذي لا يتوقف عن البحث عن حلول لإيجاد الدواء متوفرا ومتاحا في الأسواق، حيث كثر البحث أملا في إيجاد عبوة من دواء التروكسين 100 و50 ملجم.
أزمة التروكسين 50 بدأت في أبريل الماضي، لحقه بعدها التروكسين 100 في شهر يونيو، ما جعل المريض في مأزق ويتساءل عن توفر الدواء أو المثيل المصري؛ خاصة وأن شركات مصرية تجاهلت الدعاية حول منتجاتها لدى الأطباء المختصين، لكي يتم وصف الأدوية للمريض المصاب بالغدة.
وقال الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية، إن الشركة العالمية المصنعة لدواء التروكسين 50 و100 ميكروجرام لا تكون تحت أمر المواطن، فهناك تواريخ للاستلام متفق عليها يجب الالتزام بها وما يحدث في السوق المصري نتيجة لضعف ثقافة المواطنين بالمنتج المحلي وأهمية مادته الفعالة.
أدوية الغدة الموجودة وغير الموجودة بالصيدليات.. وأسعارها
في السطور التالية، يستعرض موقع «صحة 24»، تفاصيل جديدة حول الأزمة، ويكشف عن الأسباب التي أدت لحدوثها، مع رسائل أمل وطمأنينة للمريض، حيث رصدنا تفاصيل الأزمة على أرض الواقع ووجدنا اختفاء تاما لأدوية التروكسين من الصيدليات.
العقار الموجود بالصيدليات هو الإيثيروكس، لكن بكميات بسيطة، توجد بالفعل أدوية مثيلة تؤدي نفس الغرض ولكن المرضى اعتادوا على شراء أدوية مستوردة ومعينة لسنوات، مما يجعل الطبيب يمتنع عن التغيير ويبحث عن الدواء المستورد في كل مكان مما أدى إلى تفاقم الأزمة، حسب قول الدكتور علي عبدالله، مدير مركز الدراسات الدوائية في تصريحات خاصة لـ صحة 24.
وجاء رد العديد من الصيدليات بأنه لا يوجد التروكسين تماما، ولكن المتوفر د (تي 4 ثيرو) و(ثيروكسين) أقراص، أدوية مصرية، تم تصنيعها من جانب شركات مصرية وبأسعار مناسبة.
وفي إحدى الصيدليات وجدنا دواء إيثيروكس 100 ميكروجم 100 TAB المستورد وتكلفة العبوة 60 جنيها وبعد سؤال الصيدلي رد قائلا: Euthyrox 100 ميكروجم المستورد غير متوفر بجميع الصيدليات، ومن لا يجده يمكنه التوجه لصيدليات الإسعاف.
جدول تفصيلي بأدوية الغدة الموجودة وغير الموجودة بالصيدليات وأسعارها (المستورد والمصري)
الدواء | السعر | موجود / غير موجود |
تي 4 ثيرو 100 ميكروجم | 42 | مصري - موجود |
تي 4 ثيرو 50 ميكروجم | 29.5 | مصري - موجود |
التروكسين 50 ميكروجم | 29 | مستورد- منتهي من شهر 4 |
التروكسين 100 ميكروجم | 69 | مستورد - منتهي من شهر 6 |
ثيروكسين 100 ميكروجم | 42 | مصري - موجود |
ثيروكسين 50 ميكروجم 100 TAB | 33 | مصري - موجود |
إيثيروكس 100 ميكروجم 100 TAB | 70 | مستورد - موجود في بعض الصيدليات |
إيثيروكس 100 ميكروجم 50 TAB | 44 | مستورد - موجود في بعض الصيدليات |
إيثيروكس 25 ميكروجم 100 TAB | 30 | مستورد - موجود في بعض الصيدليات |
موعد وصول التروكسين المستورد مصر.. سبتمبر المقبل
قال الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية في تصريحات خاصة لـ صحة 24، إن دواء التروكسين 50 اختفى في شهر أبريل لعام 2023، والذي كان مقررا انتهاؤه في شهر أغسطس لعام 2023، أما التروكسين 100 فانتهى من شهر يونيو حيث كان من المقرر انتهاؤه في شهر أغسطس المقبل أيضا، كاشفا أن موعد وصول الشحنة الجديدة سبتمبر المقبل.
وصرح: الذي حدث اختفاء الأدوية قبل المدة المحددة مما أثار فزع المواطنين.
نقص أدوية الغدة بالصيدليات.. عوامل جعلت الأزمة تتفاقم
وترجع أسباب نقص الأدوية لعدة عوامل، منها تهريب أدوية الغدة المستوردة من الخارج، نظرا لأن الدواء المستورد يُباع في الأسواق بسعر أرخص ويكون مناسبا، ولكنه يُباع في دول الخليج بسعر أعلى، وهذا يجعل الـ «تروكسين»، عرضة للتهريب، وبالتالي معدل الاستهلاك يرتفع، وهو يدفعنا للمطالبة بالاستيراد شهريا وبالتالي الشركة الأجنبية لا تكون لديها حلول وفقًا لالتزامها مع دول أخرى ومعدلات أخرى، وهناك وقت معين متفق عليه يجب الالتزام به، حيث إنه من المفترض أن تكون الشحنة المقدم عليها تأتي إلى مصر في شهر سبتمبر لعام 2023.
وذكر رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية، عن سبب آخر يجعل الأزمة تتفاقم وتشتعل، وتجعل المريض في حيرة، قائلا: إن فيسبوك ينشط ويزيد تفاعل الناس إذا تم اكتشاف أن الدواء توجد منه كميات محدودة، وبالتالي يقوم المواطن بالذهاب للصيدلية وشراء كميات من الدواء المستورد لعلاج الغدة وبالتالي تحدث الأزمة، ومعدلات الاستهلات تصبح زائدة وعند الإرسال للمصنع وطلب توفير الشحنة يتم وضع خطة وكل هذا يحتاج لوقت، والمشكلة تكون مشكلة مواطنين، ففي حالة وجد مريض نقصا في منطقة معينة موجود بها يروّج ويفتعل الأزمة مما يدفع الجميع للذهاب للصيدليات والحصول على ما يتم الحصول عليه، وهنا تكبر الأزمة.
كما لا تقف السوق السوداء بعيدا، بل تنزل المعركة لتستعرض قواتها في بيع الأدوية المغشوشة والمهربة، دواء التروكسين في الصيدليات ثمن العبوة 69 لـ 100 ملجم وفي السوق السوداء تباع بـ 600 وهذا يجعل المريض مضطرا لأخذ الدواء بأي ثمن، وخاصة مع جعل الطبيب يطلب نوعا معينا لا يغيره، ويجب تغيير الثقافة وعلى الطبيب مراعاة هذا الأمر والالتزام بالاسم العلمي وليس التجاري حفاظا على صحة المريض، حسب قول عوف.
ونصح الدكتور علي عبد الله، بضرورة الالتزام بالاسم العلمي وليس التجاري، وعلى الطبيب والصيدلي توعية المواطنين لكي لا تتفاقم الأزمة ويكون لدى المريض ثقافة أن المنتج المصري له فعاليه، كما أن يجب على الطبيب الذي هو مصري في الأساس أن يكتب دواءا مصريا له نفس المادة الفعالة للدواء المستورد ولا يتمسك بالمستورد.. نجيب دكتور مستورد بقى.
الإفراج الجمركى عن الأدوية والمستلزمات الطبية.. الأزمة تُحل تباعا
وحول أسباب نقص الأدوية عموما، قال الدكتور محيي حافظ، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الصناعات، في تصريحات خاصة لـ صحة 24، إنه من فترة طويلة كانت توجد مشكلة وهناك بعض الأدوية المستوردة تأثرت مؤخرا، لكن في الفترة الأخيرة حدثت انفراجة كبيرة نتيجة لتحركات رئيس مجلس الوزراء الذي أصدر تعليماته بسرعة الإفراج النسبي عن أي أدوية مستوردة من الخارج، في الموانئ والمطارات، سيكون هناك بشائر ونتائج جيدة في الفترة المقبلة، والأدوية المصنعة محليا كانت تعاني من تأخير استيراد المواد الخام، حيث تم الإفراج عن بعضها فقط، ولكن الأدوية التي تتعلق بالأمراض المزمنة والمنقذة للحياة تكون لها الأولوية في مرور خامتها الدوائية سريعا، والأدوية المصرية التي تصنع محليا لها أكثر من أدوية مثيلة وأخرى جنيسة ليست بديلة، وبالتالي في كثير من الأحيان تكتب بعض الأسماء التجارية ويصر الأطباء على وجودها ويكون لامثيل له ويدخل المريض يدخل في دوامة البحث عن أدوية ذات العلامة التجارية المعينة والحل في منتهى البساطة نسأل الصيدلي؛ لكي نطلع على المثائل وقد يوافق الكبيب أو يرفض هنا ترجع المسألة بين الطبيب والمريض في هذه النقطة وبوجه العموم الأـدوية التي ليست لها مثائل ولا بدائل وتتعلق بمشكلة الاستيراد والدولار بالفعل كان يوجد مشكلة في الفترة الماضية؛ ولكن بعد قرار مجلس الوزراء بسرعة الإفراج عن هذه الخامات والمستلزمات الطبية، كما أنه يوجد نقص بالفعل ولكن لابد من تحديد هل نقص على اسم تجاري أم نقص على أدوية مستوردة وكان يوجد أزمة بالفعل ولكنها تحل تباعا أولا بأول.
وفي اجتماع للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مع اللواء طبيب بهاء الدين زيدان، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، تم استعراض جهود الدولة حول توفير متطلبات القطاع الطبي من الأدوية والمستلزمات الطبية، بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة، حيث وجه رئيس الوزراء بسرعة التنسيق مع الجهات المعنية لتسريع خروج شحنات الأدوية والمستلزمات الطبية من المواني المصرية.
تجهيز خطط استباقية لحل أزمة نقص الأدوية
وأضاف علي عوف: دواء الغدة التروكسين هو دواء مستورد من إنجلترا، وانتهى التروكسين 50 في شهر 4 الماضي والتروكسين 100 في شهر 6 قبل موعد الانتهاء المحدد في شهر 8، وهناك طلبية مرسلة للشركة المصنعة بالخارج بالفعل لإرسالها لمصر لأنها ستأخذ وقتها في التصنيع والإجراءات؛ وموعدها في شهر 9 المقبل، والشركة المصنعة تعمل على تجهيزها، ومن جهتها تقوم هيئة الدواء بتجهيز خططها الاستباقية لمواجهة أي مشكلة وخاصة في الأدوية المستوردة من الخارج، حيث تقوم بتسجيل أدوية بديلة لها بنفس الكفاءة وبسعر أقل وفي الأزمة، يتم فتح المجال لأدوية غدة بديلة بصناعة مصرية، وهما نوعان (تي 4 ثيرو) و(ثيروكسين) أقراص، وهما متوفران في الصيدليات، ومن لم يجدهما من الممكن الذهاب لصيدليات الإسعاف أو الاتصال بـ 15601، وهو رقم الشكاوى، حيث إن المصانع في الخارج ملتزمة بكميات معينة لإرسالها؛ ويجب تقديم الطلب على الدواء بعام كامل لتوفيره، وبناء على إحصائيات سابقة يتم إرسال الكمية المطلوبة، والشركة الأجنبية لا علاقة لها بما يحدث في السوق المصري من عوامل اختفاء الأدوية، نظرا لأن معدلات الاستهلاك هذا العام كانت فوق الاحتياج، فعند استشعار الناس أن هناك أدوية سيتم نقصها فبالتالي حدث معدلات استهلاك زائدة.
وحول نواقص الأدوية من المفترض أن تكون متوفرة في الصيدليات الحكومية لكن تحدد بكميات وتصرف بالروشتة الطبية وبصورة البطاقة لحين توفير الكميات الكبيرة، حيث أن الأدوية التي لا يوجد منها كميات كبيرة لا يجب أن توجد في الصيدليات الأهلية لأنها لا تكفي.
حياة مريض الغدة في خطر واهتمام الطبيب بالاسم العلمي أمر مهم
من المفترض أن الطبيب يقوم بدور توعوي للمواطنين بدلا من التصميم على دواء غير متوفر في الأسواق حاليا، والاعتماد على الاسم العلمي وليس التجاري، وخاصة وأن هناك أدوية مصرية محلية تؤدي نفس وظيفة المادة الفعالة وتعطي نفس نتائج الدواء المستورد، ولكن هناك طبيب اعتاد على كتابة اسم دواء معين منذ بداياته ولا يستطيع تغييره، لإعطاء هذا الدواء نتائج جيدة مع المريض ولا يرغب في كتابة دواء آخر، ولا يرغب في تجربة منتج آخر، وهناك طبيب يتأثر بدعاية الشركات المنتجة المصرية وبالتالي يكتب للمريض مثيل الدواء المستورد غير المتوفر في الصيدليات، وفي الظروف الحالية لابد أن يقف الطبيب بجانب المريض ويكتب مثيل الدواء المتاح؛ حيث يجب توطين الصناعة ويكون لدينا منتج وطني مصري بسعر مناسب للمريض، حيث إن الايثيروكس المستورد الألماني يُباع 50 ملجم بـ44 جنيها، ويُباع في دول الخليج بسعر مرتفع جدا من الممكن أن يصل لـ 500 جنيه، والمثائل موجودة في صيدليات مصر، وفي حالة كان الطبيب لا يرغب في تغيير الدواء يعرض المريض للخطر ويجعله يلجا للأدوية المغشوشة والسوق السوداء، وفقا لما شرحه علي عوف.
السوق السوداء تظهر وقت الأزمات
والتروكسين موجود في السوق السوداء العبوة سعرها 600 جنيه، هل يعلم المريض مدى صلاحيتها؟! وهل هي سليمة أم مغشوشة، حيث إن السوق السوداء تظهر وقت الأزمات، فيجب أن يهتم الطبيب بالاسم العلمي بدلا من التجاري، لكي لا تحدث أزمة، ولابد من التعاون مع المواطن ومراجعة الأدوية المتاحة، كما أن مستشفيات التأمين الصحي والمستشفيات الحكومية تعتمد على صرف الاسم العلمي للدواء، وتكون ثقافة المواطنين مقتصرة على الاسم التجاري فقط، والطبيب إذا طلب من المريض دواءً معينا وغير موجود في الصيدليات يدفعه للجوء للأدوية في السوق السوداء التي لا يعرف المواطن مدى صلاحيتها، حسب قول على عوف.
والسوق السوداء، موجودة بها أدوية منتهية الصلاحية، حيث يتم شن حملات باستمرار للقضاء على تجارها والقبض عليهم، فيما يوجد شيء يسمى إعادة تدوير الدواء، عن طريق سحبه من الأسواق وإعادة التعبئة والتغليف من جديد، كما يتم التصدي لهؤلاء التجار المجرمين، وفقا لما أكده الدكتور محيي حافظ رئيس شعبة الأدوية باتحاد الصناعات، في تصريحات سابقة خاصة لـ«صحة 24».
أدوية الغدة المستوردة المهربة تباع بأسعار خرافية ومواطنون يطلبون عبوات
وفي الوقت الراهن يقرر أشخاص المساعدة عن طريق جلب أدوية مستوردة مهربة، ويتم بيعها بأسعار خرافية، مما يضطر المواطن لشرائها، وعبر مواقع التواصل تم الإعلان عن توفير عبوات من التروكسين 100 ميكروجم، و50، والإيثيروكس 100 و50 و25 ميكروجم، حيث يتم بيع الايثيروكس 100- 50 TAB بـ 300، والتروكسين 100 بـ 550 ج، حيث طلب مواطن (س.م) عبوتين من اثيروكس، حيث زاد الطلب على جرعة 25، ومواطنة تطلب 6 عبوات التروكسين 50 و3 عبوات 100.
السوشيال ميديا تروج للشائعات وتفتعل الأزمات
وقال عوف: «فيسبوك ينشط ويزيد تفاعل الناس إذا تم اكتشاف أن الدواء توجد منه كميات محدودة، وبالتالي يقوم المواطن بالذهاب للصيدلية وشراء كميات من الدواء المستورد لعلاج الغدة وبالتالي تحدث الأزمة، ومعدلات الاستهلات تصبح زائدة وعند الإرسال للمصنع وطلب توفير الطلبية يتم وضع خطة وكل هذا يحتاج لوقت كاف».
وأضاف: «المشكلة تكون مشكلة مواطنين، ففي حالة وجد مريض نقص في منطقة معينة موجود بها يروّج ويفتعل الأزمة مما يدفع الجميع للذهاب للصيدليات والحصول على ما يتم الحصول عليه، وهنا تكبر الأزمة».
مواطنة تكشف لـ صحة 24 معاناتها مع نقص دواء الإيثروكس
وتواصل موقع «صحة 24»، مع مواطنة لا تجد دواء الغدة في العديد من الصيدليات، مما تسبب لها في معاناة لاختفاء دواء الإيثروكس.
السيدة التي تدعى (ن.م) قالت إنها ذهبت للصيدلية ولم تجد الدواء، وطلب منها الصيدلي الرجوع للطبيب لتغيير الدواء المذكور، لعدم توفره في الصيدلية التي ذهبت لها، وبالفعل اضطرت إلى الذهاب للطبيب ولكنه رفض تغيير النوع وطلب منها إيجاده مما جعلها تقع في مأزق، حيث اعتمد الطبيب في هذه الحالة على الاسم التجاري فقط وليس العلمي.
شكاوى المواطنين تجتاح مواقع التواصل.. مرضى الغدة الدرقية يستغيثون
وعبر صفحة «صحة 24» على فيس بوك، قالت مواطنة إن دواء تروكسين لا يوجد نهائيا، بحثت عليه كثيرا ولم أستطع الحصول على عبوة واحدة وليس موجودا في الأسواق، أعمل إيه؟
وعبر الصفحات الرسمية لـ هيئة الدواء المصرية ووزارة الصحة والسكان، تعددت شكاوى المواطنين بالبحث عن دواء الغدة، الذي لم يكن موجود في الصيدليات بحسب تعليقاتهم ما جعل مواطنا يستغيث: «دواء الغدة فين»، «اللي شايل الغدة يعمل ايه»، «فين بديل دواء تروكسين»، «دواء الغدة مش موجود ياريت تبلغوا سيادة الوزير هنعمل إيه»، «ياريت تحلوا موضوع اختفاء دواء الغدة من صيدليات مصر».
بعد شكوى المواطنين.. طلب إحاطة بشأن نقص دواء التروكسين
قدم هشام حسين أمين سر لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس النواب، طلب إحاطة إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، للتوجيه لوزير الصحة، وفي مضمونه، أكد على ضرورة تواجد دواء التروكسين للمرضى، فهو غير متواجد في الصيدليات مما تسبب في شكاوى المواطنين، مطالبا بضرورة إعلان الحكومة خططها لمواجهة المشكلة إما بالاستيراد أو توفير المحلي المناسب للمريض.
أدوية مثيلة وتعطي نفس المادة الفعالة لحل أزمة دواء الغدة المستورد الناقص
وقال الدكتور علي عبدالله، مدير مركز الدراسات الدوائية في تصريحات خاصة لـ صحة 24، إنه لابد من توعية المواطنين، مع شرح أنه توجد عبوات مثيلة لعقار تروكسين الذي يسهم في علاج قصور الغدة الدرقية، كما يجب أت يحرص الطبيب المعالج على إدراج الدواء المصري ضمن روشتة المريض العلاجية، حتى لا يعاني من نقص الأدوية ويقف في حيرة معتقدًا أن الدواء غير موجود له مثائل.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ صحة 24، أن هناك مثيلا لدواء تروكسين حيث توجد 3 أنواع متاحة ومتوفر وجودها في الصيدليات وبأسعار عكس المستورد، حيث يتوفر دواء (تي 4 ثيرو) و(ثيروكسين) أقراص، مؤكدا وجود دواء Euthyrox وهو 100 ملجم وهو المستورد والموجود حاليا في معظم الصيدليات.
هذا ما يحدث لمريض الغدة في حالة عدم تناول أدوية الغدة
وفي تصريحات خاصة لـ صحة 24، علق الدكتور محمد محمد الحسيني، استشاري الغدد الصماء والسكر، على أزمة نقص التروكسين، قائلا إنه لا يُجبر المريض على أخذ دواء التروكسين، نظرا لعدم توافره بالأسواق هذه الفترة، لذا أقوم بكتابة الأدوية المثيلة والتي تعطي نفس المفعول ونفس التركيز وبها المادة الفعالة للمريض مثل الأيثيروكس، والمريض يأخذ العلاج حسب مقدرته (المصري او المستورد)، كما يرغب ولكن لا أجبره على تناول نوع معين، فلا يجب توقف العلاج لمريض لمجرد عدم توافر نوع ويكون له مثائل في الأسواق المصرية، حيث أن المريض يتعرض لأثار جانبية إذا لم يتناول دواء الغدة، حيث أنه يحدث نقص في وظائفها أكثر وبالتالي يتأثر جسم الإنسان ويحدث خلل في أجهزة القلب والكسل والخمول والتورم في الجسم وعدم القيام بمجهود والنوم فترات في الليل والنهار وإمساك، حيث يجب أن يلتزم بتناول الدواء قبل الإفطار بساعة أو نصف ساعة على الأقل، حيث أن مريض الغدة في بداية المرض يشعر بإجهاد ونقص في وظائفها عن طريق الشعور بالنوم وزيادة في الوزن وخمول ويشعر ببرودة، وفي حالة الإصابة الشديدة بمشكلة في الغدة يعاني المريض من سرعة في نبضات القلب واحساسا بالحرارة في حالة البرودة الشديدة، وفي حالة الحرارة الشديدة يشعر بالبرودة، حيث يجب على مريض الغدة القيام بتحاليل T3 وT4 وTSH بعد العرض على طبيب للتشخيص المناسب.
البحث عن دواء الغدة وعدم الالتزام بمعايير العبوة يضع المريض في مأزق
وأضاف الدكتور علي عبد الله: «أن دواء الغدة وهو تروكسين له معايير معينة في تناوله، حيث يجب أن يحصل عليه المريض في السابعة صباحا، على أن يكون قبل موعد وجبة الإفطار بساعة، ولكن هناك مرضى لا يلتزمون بالإرشادات الطبيبة والتعليمات المدونة على العبوة، وبالتالي يبحث المريض عن الدواء بفارغ الصبر هنا وهناك ولكنه لا يجده على الرغم من عدم التزامه بتعليمات العبوة؛ فلا يجد نتيجة من تناوله الدواء، مما يؤثر حقيقيا على فعالية الدواء وعدم تأثيره على شفاء المريض.
ماذا يحدث في حالة عدم وجود بديل أو مثيل للأدوية لحل أزمات النواقص؟
وفي حالة وجود أدوية ناقصة ليس لها مثيل، أو بديل سواء أجنبي أو مصري، يتم تقديم طلب إلى إدارة النواقص بهيئة الدواء المصرية، ويتم إرسال الروشتة مرفقة مع الطلب، لكي يتم استيراده، خاصة إذا كان بالفعل غير موجود.
وقد يكون السبب في عدم وجود أي دواء، أن يكون غير مسجل في قوائم الأدوية المصرية الموجودة، حيث إن الطبيب يكون له دور نظرا لأنه يكتب دواء غير مسجل في السوق المحلي، إنما في حالة كتابة دواء في روشتة المريض مسجل، يتم الحصول عليه بكل سهولة، حسب قول حافظ.
إدارات نواقص الدواء
وفي تصريحاته لـ «صحة 24»، أكد الدكتور علي عوف، أن مصر وأمريكا هما الدولتان الوحيدتان اللتان بهما إدارات متخصصة لنواقص الدواء، وفي حالة وجود نواقص في أمريكا يتم علاجها، نظرا لتوفير البديل والمثيل وعدم افتعال الأزمة، ولكن تحدث الأزمة في مصر نتيجة لأن المرضى يتمسكون باسم دواء معين مع العلم بأنه يوجد له مثيل، لذا يجب توعية الناس وخاصة الصيدلي والطبيب، لكي لا تحدث أزمة.
نصائح مهمة لمرضى الغدة لتفادي مخاطر هذه الأزمة
ونصح عوف، المواطنين بتوسيع مداركهم ومعرفة أن لكل دواء مثيل موجود في الصيدليات وعلى الطبيب توخي الحذر، ويكتب الدواء المتوفر في السوق المصري ولا يجعل المريض يعاني، نظرًا لأن المشكلة يكون أساسها الطبيب الذي يدون في روشتة الدواء العلاج المستورد غير المتوفر.
ولفت إلى أنه يجب على الناس أن تستخدم الدواء المتاح لأن التوقف عن الدواء له آثاره الضارة جدا ولابد على كل طبيب مراعاة كتابة الأدوية المصرية في روشتة العلاج، كما أنه لايجب أن يشكك الطبيب في الدواء المصري، وإقناع المريض بالوسائل المتاحة ويجب أيضا على الإعلام توضيح الرؤية وجعل المواطنين يتفهمون أن هناك أدوية مثيلة بنفس المفعول والمادة الفعالة.
وعلق حول معاناة المرضى: «المشكلة في يد الطبيب المعالج فبدلًا من أن يكتب المستورد من الممكن أن يكتب المثيل الموجود وتغيير الثقافة من الاسم التجاري للاسم العلمي».
هيئة الدواء المصرية تعالج الأزمة وتكشف تفاصيلها قريبا
ومن المنتظر أن تكشف هيئة الدواء المصرية تفاصيل الأزمة الحالية ومشكلة نقص الأدوية في الأسواق مثل أدوية الغدة والسكر قريبا، وعند بحث مريض على دواء ولا يمكنه الحصول عليه ولا يوجد له مثيل، عليه الاتصال على رقم النواقص بهيئة الدواء المصرية وهو «15301»، لتوجيه الحلول اللازمة للمريض.
وحول مستحضر التروكسين 50 أو 100 قرص، أجابت الهيئة عبر صفحتها الرسمية على الاستفسارات المقدمة بخصوص نقص الدواء في الأسواق، قالت: يُرجى العلم بأن المثائل المحلية متوفرة بشركات التوزيع الكبرى مثل الشركة المصرية والمتحدة وابن سينا وفارما أوفرسيز لتوزيع الأدوية ويمكن طلبه من خلال الصيدليات وهي ( T4 THYRO TAB و THYROXIN TAB)، ومعلنة توفر تلك المثائل بصيدلية الإسعاف بالقاهرة والشكاوى بشبرا وإسعاف الإسكندرية.