فروق مهمة بين الارتجاع المراري والارتجاع المريئي
هل تعلم أن هناك ما يسمى بـ الارتجاع المراري؟، والذي يختلف عن الارتجاع المريئي كليًا، وإن كنت لم تعرف فهيا بنا نتعرف سويًا خلال هذا التقرير على الارتجاع المراري، وماهي أسبابه وطرق علاجه؟.
الارتجاع المراري
وعن الارتجاع المراري، أوضح الدكتور حاتم أحمد الزيات، استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد، أن الارتجاع الصفراوي أو الارتجاع المراري أو ارتجاع الإثنى عشر، هو حالة مرضية تحدث عندما ترتجع الصفراء من الإثنى عشر إلى المعدة والمريء.
وقال: في بعص الأحيان يخلط كثيرون بين الارتجاع الصفراوي وارتجاع المريء، فالارتجاع الصفراوي هو ارتجاع الصفراء من الاثني عشر (جزء من الأمعاء الدقيقة) إلى المعدة والمريء (بعكس اتجاه حركتها الطبيعية، أما ارتجاع المريء فهو ارتجاع حمض المعدة إلى المريء، وغالبا ما تحدث الحالتان في نفس الوقت، وقد ويصعب التمييز بينهما.
وأضاف: الصفراء هي سائل هضمي يتم تخليقه من قبل الكبد وتخزينه في المرارة، ويفرز في الاثني عشر بعد تناول الطعام؛ للمساعدة في هضم الدهون، وعادة ما يمنع بواب المعدة الصفراء من دخول المعدة، ولكن عندما تكون العضلة العاصرة البوابية تالفة أو لا تعمل بشكل صحيح.
وتابع: يمكن للصفراء أن تدخل المعدة، ومن ثم يتم نقلها إلى المريء في حالة الارتجاع المعدي المريئي.
ولفت إلى أن وجود كميات صغيرة من الصفراء في المعدة أمر شائع نسبيًا، وليس له أعراض، ولكن الارتجاع المفرط للعصارة الصفراوية يسبب التهيج والالتهاب.
أعراض الارتجاع المراري
وأوضح استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد أعراض الارتجاع المراري تتمثل فيما يلي:
- الشعور بآلام في البطن بعد الأكل.
- مع فقدان الوزن بشكل غير متعمد؛ نتيجة الخوف من الأكل.
- والإحساس يألم شديد ومستمر في الجزء العلوي من البطن.
- بالإضافة إلى تكرار الشعور بألم حارق في الصدر، وهو إحساس حارق في الصدر يَنتقل أحيانًا إلى الحلق، ويكون مصحوبًا بطعم لاذع في الفم، وأيضًا الغثيان، وتقيؤ سائل أصفر يميل لونه للخضرة "العصارة الصفراوية"، وفي بعض الأحيان، يَحدث سعال وبحة في الصوت.
أسباب الارتجاع المراري
وأشار الدكتور حاتم أحمد الزيات، إلى أن أسباب الارتجاع المراري ترجع في معظم الحالات إلى الأضرار التي تلحق بصمام البواب كمضاعفات لجراحات المعدة مثل: التكميم أو استئصال أورام أو جزء من المعدة وتحويل المسار، استئصال المرارة، موضحا أن هناك عدد كبير من الحالات تكون مجهولة السبب، مع عدم وجود مسببات محددة لها.
علاج الارتجاع المراري
وأضاف استشاري أمراص الجهاز الهضمي والكبد، أن علاج الارتجاع المراري هو نفس العلاج لارتجاع المرئ.
وقال:" بشكل عام، كل ما يمكن أن يقلل من ارتجاع المرئ يمكن أن يقلل من ارتجاع الصفراء، مثل: تعديل نمط الحياة، وأيضًا إنقاص الوزن، وكذلك الابتعاد عن تناول الطعام قبل النوم مباشرة، فضلًا عن عدم الاستلقاء مباشرة عقب تناول وجبات الطعام".
وتابع:" وبالإضافة إلى ذلك فقد وُجد أن التدخين يمثل عاملًا في تطور ارتجاع المرئ، وبالتالي، كل هذه العوامل يجب أن تطبق على الارتجاع الصفراوي كذلك".
علاج الارتجاع المراري بالأدوية
وأكد الدكتور حاتم أحمد الزيات، أن علاج الارتجاع المراري بالأدوية، يقلل من إفراز حمض المعدة مثل مثبطات مضخة البروتون أو التي تقلل من محتويات المعدة أو حجمها يمكن أن تستخدم لعلاج الارتجاع الصفراوي.
وأشار إلى أن بعض الأدوية تساعد علي تفرغ المعدة بزيادة حركتها وتسريع إفراغها، فإنها يمكن كذلك أن تقلل أيضا من الارتجاع الصفراوي.
وأوضح أن هناك أدوية أخرى تقلل من استرخاء العضلة العاصرة المريئية السفلى، والتي أثبتت أيضًا تأثيرها للحد من الارتجاع الصفراوي، لاسيما في المرضى الذين لا تستجيبون للعلاج بمثبطات مضخة البروتون.
ولفت إلى أن أدوية علاج الارتجاع الصفراوي تتضمن: منحيات حامض الصفراء، وخاصة كوليسترامين، التي تعطل دورة العصارة الصفراوية في الجهاز الهضمي وتنحي الصفراء التي من شأنها أن تسبب أعراض الارتجاع، والعناصر الحركية التي تساعد في تحرك الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة بسرعة أكبر ومنع الارتجاع.
علاج الارتجاع المراري جراحيًا
ولفت استشاري أمراص الجهاز الهضمي والكبد، الانتباه إلى أنه في بعض الحات قد يَنصَح الأطباء بعلاج الارتجاع المراري جراحيًا، في حال فشِل الأدوية في تقليل الأعراض الحادة، أو إذا كانت هناك تغيُّرات محتمِلة التسرطُن في المعدة أو المَرِيء.
وأوضح أنه من هذه العمليات عملية تحويل مجرى المعدة "بطريقة Roux-en-Y"، إذ انه خلال هذه العملية يُنشِئ الجرَّاحون وصلة جديدة؛ لتصريف العصارة الصفراء إلى أسفل الأمعاء الدقيقة، بحيث يتحوَّل مسار العصارة الصفراء بعيدًا عن المعدة.
