ما حقيقة فيتامين ب 17 القاتل؟
حقيقة فيتامين ب 17 القاتل.. في السنوات الأخيرة، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو ومقالات تدعي بأن هناك ما يعرف بفيتامين "ب 17" وتروج له كعلاج سحري للسرطان.
ويزعم مروجو هذه المعلومات بأن نقص هذا الفيتامين هو السبب الرئيسي لانتشار السرطان، وأنه يوجد في بذور الفواكه مثل: المشمش، وأيضًا البرقوق، وكذلك اللوز، فضلًا عن التفاح، وكذلك الكمثرى، مدعين بأن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية تعمل مع شركات الأدوية العالمية لمنع الناس من معرفة ذلك؛ بهدف الحفاظ على أرباحهم الهائلة من بيع أدوية السرطان.
حقيقة فيتامين ب 17 القاتل
وعن حقيقة فيتامين ب 17، يؤكد الدكتور أسامة حمدي، أستاذ مشارك في الطب بكلية الطب بجامعة هارفارد ومدير برنامج مرضى السكري الداخلي بمركز جوسلين للسكري، أن هذا الادعاء بعيد عن الصحة، ويعد جزءًا من نظريات المؤامرة التي يفضل الكثيرون تصديقها دون البحث عن الحقائق العلمية.
ويقول الدكتور أسامة حمدي:" لا يوجد في الواقع أي فيتامين باسم ب 17، فما يطلق عليه هذا الاسم هو في الحقيقة مادة تعرف بالأميجدالين وأخرى تعرف بالليتريل، وهي مركبات موجودة في بذور بعض الفواكه"، موضحًا أنه منذ الخمسينيات، روج البعض لهاتين المادتين باعتبارهما علاجًا للسرطان، ولكن الأبحاث العلمية كشفت أن هذه المواد تتحلل بالجسم فتنتج مادة السيانيد، وهي مادة سامة وقاتلة إذا تم تناولها بكميات كبيرة.
خطر الأميجدالين والليتريل
وعن خطر الأميجدالين والليتريل، يذكر الدكتور حمدي أن مادة الأميجدالين والليتريل تنتج السيانيد عند تفاعلها مع الإنزيمات في الأمعاء، مما يرفع مستوى السمية في الجسم إلى حد قاتل قد يؤدي إلى الوفاة إذا تم تناول هذه المواد بجرعات عالية.
جدير بالذكر أنه قد تم إجراء العديد من الدراسات العلمية لتقييم فعالية الأميجدالين والليتريل في مكافحة السرطان، وكانت النتيجة أن هذه المواد لا تقدم أي فائدة علاجية تذكر، بل قد تعرض حياة الأشخاص للخطر.
موقف هيئة الغذاء والدواء الأمريكية
وبخصوص موقف هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، فإنه بسبب الأضرار الصحية المحتملة لمادة الأميجدالين والليتريل، حظرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية استخدام وتداول هذه المركبات كعلاجات أو مكملات غذائية.
وبالرغم من ذلك، يواصل بعض الأشخاص نشر معلومات مضللة تدعو الناس لتناول بذور الفواكه المحتوية على الأميجدالين كعلاج طبيعي للسرطان، مما يثير القلق بشأن سلامة الأشخاص الذين قد يتأثرون بهذه الادعاءات الزائفة.
وينوه الدكتور أسامة حمدي إلى أن انتشار المعلومات الخاطئة حول ما يعرف بفيتامين "ب 17" يعكس تفضيل البعض لنظريات المؤامرة وتجاهل الحقائق العلمية، مما يعرض صحة الناس للخطر، مشددًا على ضرورة استقاء المعلومات من مصادر علمية موثوقة والرجوع إلى الأطباء المتخصصين، وعدم الانجراف وراء الادعاءات التي لا تستند إلى دلائل علمية.
وبوجه عام، يؤكد غالبية الأطباء المتخصصين أن الوقاية من الأمراض وعلاجها يتطلب الاعتماد على الطب العلمي، وليس الانسياق وراء الشائعات التي قد تعرض حياة المرضى للخطر.